إصــلاح السـريرة


فريق عمل الموقع

ومن أهم عوامل ارتقاء العبد عند الله ، ونيل الدرجات العلى إصلاحه لسريرته

- فينبغي على العبد أن يبذل جهده كله في أن يكون ظاهره في مستوى باطنه ، ولقد كان سلفنا الصالح لهم اهتمام كبير في محاسبة ومجاهدة أنفسهم  لإصلاح سرائرهم .

-   فالعمل القليل مع صلاح الباطن خير من العمل الكثير مع فساد الباطن .

-  كان لقمان الحكيم يقول لابنه : يا بني اتق الله ، ولا ترِ الناس أنك تخشى الله عز وجل ليكرموك بذلك وقلبك فاجر .

-  قال شيخ الإسلام رحمه الله : أعمال القلوب أفضل من أعمال الجوارح .

- وقال بعض السلف : إذا استوى علانية العبد مع سريرته قال الله هذا عبدي حقاً .

-  وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : استعيذوا بالله من خشوع النفاق ، وقيل له وما خشوع النفاق ؟ قال أن يُرى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع .

-  مشكلة عظيمة ومصيبة كبيرة : إن كثيراً من الناس إذا اختلى بنفسه أو سافر وحده .. بدأ يعصي ربه ومولاه المطَّلع عليه ،والذي لاتخفى عليه خافية، ويبارز الله بالمعاصي والآثام ولا يبالي ،ويسعى جهده أن يخفيها عن الخلق  ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .

·  يحسب ألف حساب للمخلوق .. ولا يحسب أدنى حساب للخالق ..

·  يُعظم نظر المخلوق إليه .. أكثر من نظر الخالق إليه .

·  يحترم و يقدر المخلوق .. أكثر من احترامه وتقديره للخالق .

·   يتأدب مع المخلوق .. أكثر من تأدبه مع الخالق .

·  يستحي من المخلوق .. أكثر من استحيائه من الخالق .

· يعتذر إلى المخلوق إذا أخطأ في حقه .. ولا يعتذر إلى الخالق إذا قصر في حقه بالتوبة النصوح.

·   يفزع إلى المخلوق عند المصيبة .. قبل أن يفزع إلى الخالق ...  نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة . والله تعالى يقول :  { مالكم لا ترجون لله وقارا} ، وقارا : أي لا تخافون عظمته .

·   من هو العاقل ؟ قال ابن الجوزي رحمه الله : العاقل من يحفظ جانب الله عز وجل وإن غضب الخلق. وكل من يحفظ جانب المخلوقين ويضيع حق الخالق يقلب الله قلب الذي قصد أن يرضيه فيسخطه عليه .

·  قال بعض السلف : لا يكن الله أهون الناظرين إليك ..

·  قال بلال بن سعد : لاتنظر إلى صغر الخطيئة ، ولكن انظر إلى من عصيت .

·   وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد و قبل التسليم  :

[ اللهم اغـفـر لي ما قـدمت ، وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المُقَدِّم وأنت المُؤخر لا إله إلا أنت ] –رواه مسلم -.

·   وكم من عبد ارتفع عند الله في الآخرة درجات بسبب سريرته مع أنه قد يكون ليس عنده كثرة قيام ولا صيام ولا كثرة عبادة وغير معروف بين الناس .. ولا عنده الشهادات العليا .. والمناصب الرفيعة ...

والألقاب المنمقة ..ولكن الله رفعه لما يعلم من حسن سريرته .

· ولكن ينظر إلى قلوبكم :

·  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] – رواه مسلم-

·  فالله العظيم لا ينظر إلى ما تحمله من الشهادات العليا .. أو ما عندك من الأموال والعقارات .. وكيف تسكن أو تأكل أو تلبس .. وما هو أصلك أو فصلك .. أو لونك .. أو وظيفتك .. كل هذا ليس له قيمة في ميزان الحق تبارك وتعالى يوم القيامة .

· قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ، إقرؤوا " فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " ] - رواه مسلم –

· إنما الميزان الحقيقي عند الله ما في قلبك من الإيمان والإخلاص والصدق والتوكل واليقين .. والصفاء .. والنقاء والطهارة .

·  قال بلال بن سعد رحمه الله : لا تكن ولي الله في العلانية ، وعدوه في السر .

· هل تعلم أنه من النفاق :

· قال الحسن البصري رحمه الله : من النفاق اختلاف القلب واللسان ، واختلاف السر والعلانية ، والمدخل والمخرج .

-  قال بعض العلماء : أقرب الناس من النفاق من يرى أنه بريء من النفاق .

-  وقال رجل لحذيفة رضي الله عنه : إني أخاف النفاق ؟ فقال : لو كنت منافقاً ما خفتهُ .

-   وقال ابن أبي مليكه رحمه الله : أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه .

-   ولذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تغيرت أحوالهم قليلاً ، خافوا على أنفسهم من النفاق ..

 لأن النفاق : هو غفلة القلب عن الله تعالى ، والإعراض عنه ، وعدم المبالاة به وليس خوفهم من النفاق بمعنى أنهم كانوا يشكون هل هم مؤمنون بالله ورسوله والدار الآخرة أم لا .. !!

-   وجاء في الأثر : ( الغناء ينبت النفاق في القلب ، كما ينبت الماء الزرع )

-   وإنما ينبت النفاق من غفلة القلب عن الله والاشتغال بغيره ، والتلذذ بما سواه من المعاصي .

·   الله في السرائر :قال ابن الجوزي رحمه الله :

· والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك.

· ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته.

·  فتدبرت السبب فوجدته السريرة، كما روي عن أنس بن مالك أنه لم يكن له كبير عمل من صلاة وصوم، وإنما كانت له سريرة.

· فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه.

·   فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر. اهـ

·   دواء ما يقع في السرائر :عن الربيع بن خثيم  رحمه الله، أنه كان يقول : « السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهي عند الله بواد قال : ويقول : التمسوا دواءهن قال : ثم يقول : وما دواؤهن أن تتوب ثم لا تعود.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ إصــلاح السـريرة

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day