أدب الزائر في بيت المزور جلوسا وقبولا لإكرامه
لا تنازع مضيفك أو أخاك في المكان الذي يجلسك فيه من منزله ، بل لاتجلس إلا حيث يجلسك، فلعلك - إن جلست كما تريد- تجلس إلى مكان فيه إطلال على عورة من عورات الدار، أو فيه إحراج لساكنيها ، فعليك بامتثال ما يأمرك به مضيفك ، واقبل ما يكرمك به أيضاً، ففي خبر إسلام الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه : 'أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأكرمه بالجلوس على وسادة، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض .
قال عدي : ثم مضى بي رسول الله صلىالله عليه وسلم ، حتى إذا دخل بيته ، تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلي فقال : اجلس على هذه ، قلت : بل أنت فاجلس عليها، قال : بل أنت ، فجلست عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض '. نقله الحافظ ابن كثير في 'البداية والنهاية'.
ودخل خارجة بن زيد على ابن سيرين زائرا له ، فوجد ابن سيرين جالسا على الأرض إلى وسادة، فأراد أن يجلس معه وقال له : قد رضيت لنفسي مارضيت لنفسك ،فقال ابن سيرين : إني لا أرضى لك في بيتي بما أرضى به لنفسي فاجلس حيث تؤمر. ولا تجلس في مكان صاحب المنزل إلا إذا دعاك الى الجلوس فيه ، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله وسلم : 'لا يؤمّن الرجل الرجل في سلطانه –أي منزله ومكان سلطته - ، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه' رواه مسلم . والتكرمة : الموضع الخاص لجلوس صاحب البيت من فراش أو سرير أو نحوهما .