التوبة إلى الله
من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أن جعل باب التوبة مفتوح للتائبين والمخطئين من بني الإنسان، ولا أحد يخلو من المعاصي والذنوب، فالجميع يخطئ وخير الخطائين التوابين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين" رواه الترمذي.وقد حث الله المسلمين على تجديد التوبة والاكثار من الاستغفار، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتوب إلى الله ويستغفر في اليوم مائة مرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)رواه البخاري.
لماذا نتوب إلى الله
- التوبة ألى الله هي طاعة وامتثال لأمر الله سبحانه وتعالي الذي ينبغي علي المسلم أن يطيع لأوامره وينتهي عن نواهيه، قال تعالى في كتابه العزيز" يا أيها الذين امنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً (التحريم:8).
- التوبة الصادقة والنصوح إلى الله تعالى تكفر الذنوب وتبدلها حسنات وتكون سبباً في دخول الجنة والنجاة من النار، قال تعالى:" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً (مريم:59:60).
- التوبة إلى الله هي سبب لزيادة الرزق وغفران السيئات والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى" ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين (هود:25)، وقال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً (نوح:10-12).
- قرن الله سبحانه وتعالى بين التوبة اليه وحب الله سبحانه وتعالى وجعلها سبباً للفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالي : وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون (النور:31).
كيف نتوب إلى الله
علي المسلم أن يتوب إلى الله من الذنوب والمعاصي التي ارتكابها والندم على ذلك والعزم علي عدم العودة إليها وملازمة الاستغفار و أن يكثر من فعل الحسنات كالصلاة والصوم والحج والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة لكي يتوب إلى الله توبة صادقة يمحي الله بها سيئاته ويغفر له خطاياه ، للتوبة شروط نذكر منها:
- صدق النية والإخلاص في التوبة إلى الله تعالى وليكن شعاره في ذلك وعجلت إليك ربي لترضى طمعا في رضا الله ورحمته وجنات عرضها السموات والأرض، قال تعالى" فقال تعالى: "إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولٰئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما" (النساء:146).
- البعد عن المعصية وكل الأسباب والوسائل التي تؤدي للوقع في المعاصي والذنوب مما يعين النفس علي التوبة النصوح لله تعالي والعزم بصدق على عدم العود إلى الذنب، ورد المظالم إلى أهلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" رواه البخاري.
- أن تكون التوبة إلى الله قبل طلوع الشمس من مغربها وكذلك قبل بلوغ الروح الحلقوم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "رواه أحمد والترمذي، وقال: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " [رواه مسلم].