السادس مما يعين علي الإخلاص : المحاسبة
محاسبة النفس على الخطرات و الإيرادات و النيات ، يسأل نفسه دائماً و يحاسبها ، ماذا أردت بهذا العمل ؟ ماذا أردت بهذه الكلمة ؟ ماذا أردت بهذه الصدقة ؟ ماذا أردت بهذا السفر ؟ ماذا أردت بهذا العمل الذي عملته ؟
يقول ابن القيم في كتاب ( إغاثة اللهفان ) : و حق الله تعالى في الطاعة ستة أمور ، ثم عددها :
الإخلاص في العمل ،
و النصيحةٌ لله فيه ،
و متابعة الرسول فيه ،
و شهود مشهد الإحسان فيه ،
و شهود منّة الله عليك ،
و شهود تقصيره فيه .
ثم يقول : فيحاسب نفسه ، هل وفّى هذه المقامات حقها و هل أتى بها في هذه الطاعة ،
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عملٍ كان تركُه خيراً لهُ من فعله .
الثالث : أن يحاسب نفسه على أمرٍ مباح أو معتاد لمَ فعله ؟ هل أراد به وجه الله و الدار الآخرة , فيكون رابحاً أو أراد به الدنيا و عاجلها فيخسر ذلك الربح و يفوته الظفر .
و قد قال بعض السلف : ينبغي للعالم أن يتكلم بنية و حسن قصد ، فإن أعجبه كلامه فليصمت ، و إن أعجبه الصمت فلينطق ، و لا يفتر عن محاسبة نفسه ، فإنّها تحب الظهور و الثناء ، إذا أعجبه الكلام معناها أنّ حظوظ النفس قد تحركت ، فهو يريد أن يتزين بهذا الكلام ، و إذا وجد من نفسه انصرافاً عن الكلام فمعنى ذلك أنّه ليس ثمة أمراً يشجع النفس على أن تتزين به ، فعند ذلك تُحسنالنفس و تنقبض عن الكلام ، و يقول تكلم الآن لأنّه يكون لك نية بهذا الكلام ،
و الله عز وجل يقول :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) .