الصورة سيماء إعلامية تجارية

الصورة سيماء إعلامية تجارية


د. فريد الأنصاري

وبهذه الخلفية الحضارية وُظِّفَتْ صورة المرأة، كاسية أو عارية، في الثقافية الإعلامية الغربية، فكانت بذلك رمزا لترويج السلع والبضائع، والمنتوجات المختلفة، من خلال

وبهذه الخلفية الحضارية وُظِّفَتْ صورة المرأة، كاسية أو عارية، في الثقافية الإعلامية الغربية، فكانت بذلك رمزا لترويج السلع والبضائع، والمنتوجات المختلفة، من خلال أبعاد صورتها الجسمانية، وما يتداعى عنها من غرائز جنسية، تستدعيها في نفسية المشاهد والمتلقي؛ ليكون بعد ذلك أحد المستهلكين للبضاعة، التي مرت إلى عقله عبر قناة الجسد، جسد المرأة المشتهى!

إن هناك شيئا يمكن تسميته بعلم النفس التجاري! لكنه (علم) – إن صحت العبارة - نشأ في بلاد لا تعرف معنى لمفهوم الحرام! بل إنما تفتقت عنه عبقرية الشيطان اليهودي أساسا؛ ولذلك فقد جاء يحمل كل خصائص الرأسمالية المتوحشة. فصار صناعةً تستغل كل شيء، وتضحي بأي شيء: الدين والأخلاق والأعراض والقيم الإنسانية جملة؛ من أجل الوصول إلى غاية واحدة: هي الربح! فكان أن وظف السيمياء الأكثر تأثيرا في نفسية المستهلك الشهواني، وهي: جسد الأنثى، في صورته الجنسية!

فكانت هذه الصورة - مع الأسف - هي القناة الإشهارية الأولى، لكل البضاعة العالمية، من السيارة حتى الحذاء! ولم تعد صورة المرأة في الواقع النفسي التجاري العالمي؛ تتجاوز معنى مومياء البلاستيك المعدة لعرض الأزياء على قارعة الطريق!

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الصورة سيماء إعلامية تجارية

  • سيماء الصورة في التدافع الحضاري

    د. فريد الأنصاري

    يخطئ الذين يظنون أن الصورة - بما تحمله من ألبسة وعلامات - محايدة لا انتماء لها. بل هي رمز خطير من أهم رموز الانتماء الحضاري! إنها تعبر عن تصور ما للحياة والوجود

    22/01/2019 1366
  • استغلال جسد المراة في تدمير بنية التدين

    د. فريد الأنصاري

    وبنجاح السيماء التجارية في استغلال جسد المرأة بأبعاده الجنسية؛ انتقلت العدوى إلى مجال التدافع السياسي الصرف خاصة في الوطن العربي والإسلامي اليوم، حيث توظف الصور

    22/01/2019 1896
  • صور من حياة المترقين

    فريق عمل الموقع

    إن المترقي في منازل الآخرة يحتاج إلى القدوات التي يقتدي بها في مسيرته إلى الله ، حتى تكون له عوناً ودافعاً أكثر

    22/09/2012 2556
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day