القرآن والكتب الأخرى – العصمة المطلقة وحقيقة التحريف -
من يجري مقارنة في موضوعة التحريف بين القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى (التوراة والإنجيل) يجد تعهدا ربانيا بحفظ القرآن من كل تحريف، وصيانته من كل تصحيف متعمد، أو تخريب مقصود، ولا يجد بالمقابل في الكتب الأخرى شيئا مماثلا، وتجد لهذا التعهد ميزة عجيبة من حيث صلاحيته الزمنية للعمل الإستمراري إلى ما يشاء الله تعالى.
القرآن الذي بين أيدينا اليوم هو ذاته الذي كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأيادي الصحابة الكرام والتابعيين وتابعي التابعين ، وهو القرآن نفسه الذي شرح قوانينه وأحكامه وفسر معانيه الأئمة والعلماء، وهو نفسه الذي سيبقى كما هو عليه بموجب عهد الله سبحانه رغم تعاقب الأيام والأزمنة.
الآن وبعد أن نجح القرآن بالصمود على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان بات لزاما على كل المسلمين بكل فرقهم ومللهم ونحلهم ومذاهبهم ومرجعياتهم الاشتراك بعقيدة واحدة موحدة لا تختلف بشأن كمال القرآن المحفوظ بأمر الله تعالى وتعهده.
والآن نصور الفروق بين القرآن والإنجيل:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }
[آل عمران : 64].
بعد ما سمعنا الكثير من الأصوات التي تحاول أن تجعل لنفسها صدى في نفوس المسلمين والمسيحيين والداعية أن 75% من القرآن مأخوذ من الأنجيل رأيت أن أسرد بعض الأمور التي يتناقض فيها القرآن مع الأنجيل لنبين لهؤلاء أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مقارنة بين هذين الكتابين.