المؤمن العاصي
المؤمن العاصي محبوب إلى الله تعالى من وجه، ومبغوض من وجه.
فهو محبوب من جهة إيمانه وتوحيده وطاعته، ومبغوض من جهة معصيته ، كما لو كان فاحشا أو بذيئا.
فلا يستوي المؤمن الطائع المتقي، بالمؤمن العاصي المفرط، كما قال تعالى: ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) ص/28 .
وقال: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) الجاثية/21
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ رحمه الله (ت: 395هـ): " ذكر ما يدلّ على أن الله يحب من أطاعه ، ويبغض من عصاه من عباده.
قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه}، وقال: {إنّ اللّه يحبّ التّوّابين ويحبّ المتطهّرين}، وقال: {إنّ اللّه يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفًّا}، وقال: {إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ}، وقال: {لا يحبّ اللّه الجهر بالسّوء من القول إلامن ظلم}، الآية ....
ثم روى بإسناده عن أنس بن مالكٍ، عن عبادة بن الصّامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) انتهى من "كتاب التوحيد" (3/ 204).
وذكر حديث (إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ...)،
وحديث: أبي ذر: (ثلاثة يحبهم الله عز وجل ، وثلاثة يبغضهم الله عز وجل...).
فالله تعالى يحب الطائعين ، ويبغض العصاة . ومن جمع بين الطاعة والمعصية : كان محبوبا من وجه، مبغوضا من وجه .
والله يحب توبة عباده جميعا إليه ، ويفرح بها، ويدعوهم إليها.