المرتبة الثانية: هي الرجوع إلى النفس باستشعار نقصها وضعفها وعجزها
وأما المرتبة الثانية: هي الرجوع إلى النفس باستشعار نقصها وضعفها وعجزها، أن يستشعر العبد أنه مقصر ومذنب، فيورثه ذلك أيضاً تواضعاً .
وأما في نظره إلى الخلق فإنه يرى فضائلهم ومحاسنهم، فنظره إلى النفس بأن لا يلتفت إلى محاسنها، ومن ثم فلا يطالب الناس بحقوقه عليهم، ولا يطلب الناس أن يقدموا له شيئا من الإكرام والإجلال،
أو يتشوق إلى رد المعروف الذي استشعره عليهم لكنه في المقابل إذا نظر إلى الناس فإنه ينظر إلى أفضالهم و إحسانهم، وينظر إلى مناقبهم ومحاسنهم، فيثني عليهم ويشكر معروفهم، ويحفظ صنائعهم، فلا تضيع ولا تنسى،
وهذا لا شك أنه من أكمل الكمالات، وأن العبد ينظر إلى نفسه بعين النقص، وينظر إلى غيرة بالنظر إلى فضائلهم ومحاسنهم، ومن ثم فإنه لا يتعالى على الخلق، ولا يجد له عليهم معروفاً وصنيعاً.