اليأس سبب لعدم اجابة الدعاء
اليأس سبب لعدم اجابة الدعاء ، وليس سببا للدعاء ، بل هذا مناقض لآدب الداعي ، من التعلق بالله ، والرغبة فيما عنده ، والإلحاح عليه ، وحسن الظن به ، ونحو ذلك من الآداب التي لا تناقض اليأس .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ) رواه البخاري (6340) ، ومسلم (2735).
فالحاصل؛ أن المأمور به في الدعاء أن يكون على وجه الرجاء فيرجو رحمة الله تعالى، ويكون خائفا من التقصير ؛ وأما اليأس فلا مدخل له في إجابة الدعاء ، ولا أثر له في ذلك بوجه . بل هو إلى موانع الإجابة ، وأسباب الحرمان ، أقرب منه إلى أسباب الإجابة والعطاء .
قال الله تعالى:( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ، وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف/55 – 56.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" ( وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ) أي: خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه ، ونزل نفسه فوق منزلته ، أو دعاء من هو غافل لاهٍ. " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 292).