بيان الراجح في المسألة
من خلال استقراء النصوص والأحاديث وأقوال العلماء والمحدثين في صلاة العصر ترجح لي والله اعلم ان الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ,لورود الادلة الصريحة والأحاديث الصحيحة في ذلك , وهذا الذي رجحه كثير من العلماء قديما وحديثا, من ذلك ما ذكره الإمام بن حجر في الفتح وما نقل عن الإمام النووي في شرحه على مسلم,قال الإمام الحافظ بن حجر رحمه الله:
أنها صلاة العصر وهذا قول أكثر أهل العلم ، وهو القول الصحيح المعتمد ، لدلالة السنة الصحيحة عليه .
فسأله فقال : كنا نرى أنها الصبح ، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب :
(شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى ، صَلَاةِ الْعَصْرِ)
.
وهذه الرواية نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن شبهة من قال إنها الصبح قوية ، لكن كونها العصر هو المعتمد .
وبه قال ابن مسعود وأبو هريرة ، وهو الصحيح من مذهب أبي حنيفة ، وقول أحمد ، والذي صار إليه معظم الشافعية لصحة الحديث فيه .
قال الترمذي : هو قول أكثر علماء الصحابة .
وقال الماوردي : هو قول جمهور التابعين .
وقال ابن عبد البر : هو قول أكثر أهل الأثر .
وبه قال من المالكية ابن حبيب وابن العربي وابن عطية.
وذهب إليه أكثر الشافعية مخالفين نص إمامهم لصحة الحديث فيه وقد قال إذا صح الحديث فهو مذهبي.
وقال النووي رحمه الله:
والصحيح من هذه الأقوال قولان العصر والصبح وأصحهما العصر للأحاديث الصحيحة ومن قال هي الصبح يتأول الأحاديث على أن العصر تسمى وسطا ويقول أنها غير الوسطى المذكورة في القرآن وهذا تأويل ضعيف.