تكفل الله بحفظه
قد ذكر الله تعالى أنه قد أوكل حفظ التوراة والإنجيل لعلماء أهل الكتاب ، فضيعوها، وحرفوها ، وبدلوها ؛ بخلاف القرآن، فإن الله قد تولى حفظه، كما في الآية معنا .
قال تعالى: ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 .
عن أبي الحسن بن المنتاب ، قال: " كنت عند إسماعيل يومًا فسئل: لم جاز التبديل على أهل التوراة ، ولم يجز على أهل القرآن ؟
فقال: لأن الله تعالى قال في أهل التوراة : ( بما استحفظوا من كتاب الله ) ؛ فوكل الحفظ إليهم ، وقال في القرآن: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر: 9] ؛ فتعهد الله بحفظه فلم يجز التبديل على أهل القرآن ".
انظر: "التحرير والتنوير"(14/ 21).