تمويه القبوريين
تمويه القبوريين :
فقلت له: أنتم لا تزالون واقعين تحت تأثير دعايات مضللة كبيرة، فهي التي سدت عليكم منافذ التفكير وجعلتكم تعتقدون فينا ما تعتقدون وتظنون بنا ما تظنون.
وعلى العموم فأنتم أحرار، ولكم أن تسموا ما قمنا ونقوم به فتنة، أو تهورًا أو تسرعًا، أو أي شيء آخر يحلو لكم.
غير أن هذا كله لا يغير من الحقيقة المشرقة شيئًا، وهي أننا قوم نظرنا في كتاب الله تعالى وتدبرناه كما أمرنا الله أن نتدبر.
فأبصرنا وصفًا وصف الله به المشركين الأولين، ينطبق (تمامًا) على هؤلاء القبوريين الذين يدعون الأموات ويستغيثون بهم ويتضرعون إليهم، ويشركونهم مع الله في النسك والنذر، فلم نتردد في التنبيه والتبيين، ولم نتهيب أحدًا عندما أعلنا ما وصل إليه علمنا، فقلناها صريحة، ورمينا بها بين أكتاف المكابرين، ولا يهمنا رضي الناس عنا أم غضبوا علينا.
فما كان رضى الناس – في يوم من الأيام – مقياسًا للحق ولا غضبهم معيارًا للباطل.