ظلمات الشرك
ظلمات الشرك
خطر الشرك في هذه الأمة معلوم ، ومن أشد علامات خطره أنه خفي لا يكاد يلاحظه الإنسان
قال صلى الله عليه وسلم : "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل"([1])
أولا : ما هو مفهوم الشرك ؟
الشِّرْكُ : هو أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، وهو أكبر الكبائر، وهو الماحق للأعمال، والمبطل لها، والحارم المانع من ثوابها، فكل من عدل بالله غيره: بالحب، أو التعظيم، أو اتبع خطواته، ومبادئه المخالفة لملة إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم فهو مشرك([2]).
ثانيًا : ما هي أنواع الشرك ؟
الشرك شركان: شرك أكبر يخرج من الملة، وشرك أصغر لا يخرج من الملة([3]).
ثالثًا : ما هو تعريف الشرك الأكبر ؟
وذكر العلامة السعدي رحمه الله أنَّ حد الشرك الأكبر الذي يجمع أنواعه وأفراده " أن يصرف العبد نوعًا أو فردًا من أفراد العبادة لغير الله "
فكل: اعتقاد، أو قول، أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر .
رابعًا : ما هي أقسام الشرك الأكبر ؟
(1) شرك الدعوة:
لقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}[العنكبوت : 65 ]
(2) شرك النية والإرادة والقصد:
لقوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[هود : 15، 16]
(3) شرك الطاعة:
وهي طاعة الأحبار والرهبان وغيرهم في معصية الله تعالى، قال سبحانه: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}([4]).
(4) شرك المحبة:
لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}([5]).
---------------------------------------
([1]) أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع 3/233، وتخريج الطحاوية للأرنؤوط ص83.
([2]) الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، لعبد الرحمن الدوسري، ص41.
([3]) انظر: قضية التكفير، للمؤلف، ص119.
([4]) سورة التوبة، الآية: 31.
([5]) سورة البقرة، الآية: 165.