عبادة الله باسمه تعالى الكريم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
هو الكريم
( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ )
[الانفطار: 6 ]
وهو الأكرم
( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ )
[العلق: 3]
وهو المكرم
( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ )
وهو الـمُشَرِّف والمفضل لمن أطاعه.
المعاني والدلالات لاسمه تعالى الكريم :
1ـ هو الكريم في ذاته، فلا يشبهه أحدٌ من مخلوقاته، ولله المثل الأعلى، فهو العلي بكرم ذاته على مخلوقاته .
2- وهو الكريم في أفعاله فلم يشترط لعطائه عوضًا من عباده، بل أعطاهم قبل أن يعملوا، وقبل أن يسألوه، وبدون أن يستحقوا عطاءه، بل أعطى من أطاعه ومن أعرض عنه، فأعطى ما لا يجب عليه، عطاءً بعد عطاء .
3- والله تعالى جعل أعظم عطائه لمن يلحون عليه في السؤال، وأحب منهم إلحاحهم .
4ـ وهو الذي يسر لهم دعاءهم ليعطيهم ما سألوا .
5- ثم يغفر لهم ويبدل سيئاتهم حسنات ليعطيهم فوق ما سألوا .
6- وهو كثير الجود دائم العطاء، فلا ينفد عطاؤه؛ لأنه لا ينفد ملكه .
7- فهو الذي لو قام الخلائق أولهم وأخرهم وجِنَّهم وإنسهم فسألوه فأعطى كل واحدٍ مسألته ما نقص ذلك من ملكه إلا كما تأخذ الإبرة من ماء البحر .
8- وهو الذي لا تزيده كثرة الحاجات إلا كرمًا وجودًا .
9- وهو الذي يعطي أولياءه وأحبابه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
10- ومن كرمه أنه يقابل الإساءة بالإحسان، ويقابل الذنب بالغفران، ويقبل التوب، ويعفو عن التقصير .
11ـ والله تعالى كرم بني آدم جميعهم على جميع خلقه، وجعل تكريمه لهم ابتلاءً لهم، أيشكرون أم يكفرون ؟!
عبادة الله باسمه تعالى الكريم :
1ـ ينبغي للمسلم أن يثق في كرم الله تعالى، ويطمع فيه وإن كان لا يستحق هذا الكرم .
2ـ وينبغي للمسلم أن يرجو الكريم في قبول عمله رغم ما فيه من نقص وعيب .
3ـ وينبغي له أن يقابل كرم الله عليه بالشكر، وتصريف نعمه في مراضيه سبحانه وتعالى .
4ـ والله تعالى جعل بعض خلقه كريماً، يعني طيب العنصر والجوهر، مثل أنبياءه ورسله .
5ـ والله تعالى جعل للمؤمنين في الآخرة أجراً كريماً، ويدخلهم مدخلاً كريماً، وينبت في الأرض نباتاً كريماً .
6ـ وينبغي للمسلم أن يكرم من أمر الله بإكرامه، كالضيف، والجار، والأبوين، والعلماء، وذو الشيبة المسلم .