فضل الاستغفار (3)
ثالثًا : أنّ الاستغفار هو شعار الأنبياء جميعًا عليهم الصلاة و السلام :
فما من نبيٍّ إلا استغفر ودعا أمته إلى الاستغفار، قال تعالى على لسان آدم وحواء عليهما السلام وهما يستغفران الله من الخطيئة : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [الأعراف: 23].
وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام: ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) [القصص: 16]،
و قال تعالى عن داود عليه السلام : ( وَظَـنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) [ص: 24].
و قال تعالى على لسان نوح عليه السلام وهو يعظ قومه : ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ) [نوح: 10، 11]،
و قال تعالى على لسان صالح عليه السلام وهو يعظ ثمودًا: ( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [النمل: 46].
وفي آية أخرى : ( هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ) [هود: 61]
وقال تعالى على لسان هود عليه السلام وهو يعظ قومه: ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) [هود: 52] ،
و قال تعالى على لسـان شعيب عليه السلام : ( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) [هود: 90].
والنصوص في هذا الأمر كثيرة جدًا مما يدل على عظيم مقام الاستغفار.