قواعد مهمة في صفات الله واسمائه_القاعدة الأولى : القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر
قواعد مهمة في صفات الله وأسمائه
------------------------- (1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 3/17 .
هناك عدة قواعد مهمة ، ونقاط رئيسة ، نبه إليها العلماء في هذا الباب نسوقها موجزة مختصرة .
القاعدة الأولى : القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر (1) :
بهذه القاعدة نرد على عدة طوائف :
أ- الذين يثبتون بعض الصفات وينفون بعضها ، كالذين يثبتون لله الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، والإرادة ، ويجعلونها صفات حقيقية ، ثم ينازعون في محبة الله ورضاه ، وغضبه وكراهيته ، ويجعلون ذلك مجازاً ، أو يفسرونه بالإرادة ، أو يفسرونه بالنعم والعقوبات .فيقال لهؤلاء : لا فرق بين ما أثبتموه وما نفيتموه ، بل القول في أحدهما كالقول في الآخر ، فإن كنتم تقولون : حياته وعلمه كحياة المخلوقين وعلمهم ، فيلزمكم أن تقولوا في رضاه ومحبته كذلك .وإن قلتم له حياة وعلم وإرادة تليق به ولا تشبه حياة المخلوقين وعلمهم وإرادتهم ، فيلزمكم أن تقولوا في رضاه ومحبته وغضبه كذلك .وإن قلتم : إن الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام ، فكذلك يقال : الإرادة ميل النفس إلى جلب مصلحة أو دفع مضرة ، فإن قلتم : هذه إرادة مخلوق ، قلنا : هذا غضب مخلوق .
ب- الذين يثبتون الأسماء وينفون الصفات ، فيقولون حي بلا حياة ، عليم بلا علم ... الخ .
فهؤلاء يقال لهم : لا فرق بين إثبات الأسماء ، وإثبات الصفات ، فإنك إن قلت إثبات الحياة والعلم والقدرة يقتضي التشبيه أو التجسيم لأنا لا نجد متصفاً بالصفات إلا وهو جسم ، قلنا : وكذلك في الأسماء ، إذ لا نجد ما هو مسمى بحي وعليم وقدير إلا ما هو جسم ، فانف أسماء الله ، فإن قالوا : هذه الأسماء تليق بكماله وجلاله ، قلنا : وكذلك صفاته .
ج- الذين ينفون الأسماء والصفات ، فإنهم بزعمهم ينفون ذلك حتى لا يشبهوا الله بالموجودات ، فيقال لهم : نفيتم علمه وحياته كما نفيتم أنه عليم حي خشية أن تشبهوه بالموجودات ، ولكن يلزم قولكم هذا تشبيه الله بالمعدومات .