كيف تخطط لأخرتك؟ الجزء السادس
المحافظة على السنن اليومية :
ومن التخطيط للآخرة : الحرص على كل سُنة من السُنن النبوية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها في يومه وليله . إن الحرص على تطبيق السنن اليومية دليل واضح وبرهان قوي على شدة وقوة محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم ، لدخوله في عموم قوله تعالى [فاتبعوني يحببكم الله]
لي رسالة صغيرة اسمها: (أكثر من 1000سُنة في اليوم والليلة) أُبين فيها كيف يطبق المسلم أكثر من ألف سُنة في اليوم والليلة بصورة سهلة ويسيرة ولاتأخذ من وقتك شيئا.
(100000 شجرة في الجنة ) هل فكرت أن تغرس لك في كل شهر مائه ألف شجرة في الجنة، فيكون المجموع في السنة : (مليون ومائتي ألف شجرة في الجنة ) الخطوات العملية لهذا الغرس العظيم:
المحافظة على التسبيحات بعد الصلوات المكتوبة وهي : "33سبحان الله 33 الحمد لله 33 الله أكبر وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " المجموع ( 500 ) شجرة في اليوم ، لأن بعد كل فريضة ( 100 ) شجرة في الجنّة .
المحافظة على التسبيحات التي هي من أذكار الصباح والمساء وهي " سبحان الله وبحمده" ( 100) مرة في الصباح و ( 100 ) مرة في المساء ، فهذه ( 200 ) شجرة في الجنّة.
المحافظة على قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "
( 100 ) مرة .
المحافظة على التسبيحات قبل النوم وهي : " 33سبحان الله 33 الحمد لله 34 الله أكبر" وغالب الناس ينامون في اليوم مرتين فيكون المجموع ( 200 ) شجرة في الجنّة .
فمجموع هذه التسبيحات في اليوم والليلة ( 1000 ) شجرة في الجنـّة ، فيكون في الشـهر
( 30000 ) شجرة في الجنّة .
أن تقول :( سبحان الله وبحمده ،سبحان الله العظيم )
1000 مرة فيكون المجموع :(60000)شجرة في الجنة في الشهر الواحد ،لأنه في كل يوم ألفي شجرة في الجنة لأن : سبحان الله وبحمده فيها شجرة،وسبحان الله العظيم فيها شجرة أخرى.
أن تقول : (سبحان الله ، والحمد الله، ولا إله إلا الله ،والله أكبر )100مرة في اليوم فيكون المجموع في الشهر،(12000)شجرة في الجنة لأنه في كل كلمة من هذه الأذكار شجرة في الجنة.
فهنا زاد عن مائة ألف شجرة في الجنة وكلما زدت زادت الأشجار والله يضاعف لمن يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر به وهو يغرس غرسا فقال: ( يا أبا هريرة ما الذي تغرس ؟ ) قلت: غراسا لي قال: ( ألا أدلك على غراس خير لك من هذا ؟ ) قال: بلى . يا رسول الله
قال: ( قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) رواه ابن ماجه.
يا لها من تربية عظيمة : لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا رأى الصحابة مشغولون بأمور الدنيا علق قلوبهم بالآخرة ورغبهم بها وزهدهم في الدنيا.
الخلوة المشروعة: ومن ا لتخطيط للآخرة : أن يكون للمسلم أوقات يختلي فيها مع ربه في مناجاته واستغفاره وذكره وطاعته ومحاسبة نفسه .
فليس صحيح أن يقضي المسلم يومه كله وهو في خلطة وحديث مع الناس ، فمتى يتفرغ لنفسه فيصلحها ويزكيها .
أخي الحبيب : لابد أن تضع لك برنامجاً يومياً تنفرد فيه عن الناس وتبتعد عنهم أقلها ساعة في النهار وساعة في الليل .
(حكمة ):كلما كثر اختلاط المسلم بالناس بغير فائدة دينية أو دنيوية ، قل تخطيطه لآخر ته وإنتاجه لها .
اغتنام الأوقات في الباقيات الصالحات: ومن التخطيط للآخرة : أن يغتنم المسلم كل لحظة من لحظات حياته ويستثمرها في طاعة الله تعالى والتقرب إليه, فالدقائق عند المسلم غالية ونفيسه وليست رخيصه كما هي عند الكثيرين من الناس ممن شعارهم (تعال نقتل الوقت)
قال تعالى:{ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى* يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} قال الإمام الطبري: وقوله:{ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } يقول تعالى ذكره مخبرا عن تلهُّف ابن آدم يوم القيامة، وتندّمه على تفريطه في الصَّالِحات من الأعمال في الدنيا التي تورثه بقاء الأبد في نعيم لا انقطاع له، يا ليتني قدمت لحياتي في الدنيا من صالح الأعمال لحياتي هذه، التي لا موت بعدها، ما ينجيني من غضب الله، ويوجب لي رضوانه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
حكمه بليغة :الوقت هو الحياة، فمن أضاع وقته فقد أضاع حياته وسيسأل عن هذا التضييع، وكثير من الناس مغبون في وقته فهو خاسر فيه وينفقه فيما يعود عليه بالخسار في الدنيا والآخرة.
إياك والتسويف: يقول الحسن البصري : "إياك والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك" فإياك - أخي المسلم - من التسويف فإنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد، وإن ضمنت حياتك إلى الغد فلا تأمن المعوِّقات من مرض طارئ أو شغل عارض أو بلاء نازل، واعلم أن لكل يوم عملاً، ولكل وقت واجباته، فليس هناك وقت فراغ في حياة المسلم، كما أن التسويف في فعل الطاعات يجعل النفس تعتاد تركها، وكن كما قـــال الشاعــر:
تزوَّد من التقوى فإنك لا تدري فكم من سليمٍ مات من غير عِلَّةٍ
وكم من فتىً يمسي ويصبح آمناً إن جنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجرِ
وكم من سقيمٍ عاش حِيناً من الدهرِ وقد نُسجتْ أكفانُه وهو لا يدري
فبادر - أخي المسلم - باغتنام أوقات عمرك في طاعة الله، واحذر من التسويف والكسل، فكم في المقابر من قتيل سوف . والتسويف سيف يقطع المرء عن استغلال أنفاسه في طاعة ربه، فاحذر أن تكون من قتلاه وضحاياه .