من هونغ كونغ إلى بريطانيا .. هل يضيع إسلامها ؟


فريق عمل الموقع

 

  إعداد سحر لبّان

لفتت نظري بهدوئها وامارات الحزن المرتسمة على محيّاها، نعم انها طالبة جديدة التحقت بالمعهد حديثا بعد عطلة عيد الفطر.

اتتني المكتبة وطلبت بخجل شديد كتبا عن الاسلام، اعطيتها ما طلبت وتركتها وانصرفت الى عملي.

وتكرّرت لقاءاتنا، بحكم عملي كأمينة لمكتبة الجامعة، بالاضافة إلى تعليمي اللغة العربية فيها، كنت اراها كل اسبوع في حصة المكتبة تجلس منزوية لوحدها، صامتة، تقرأ كتبا عن الاسلام، عكس طالباتنا القديمات، فأكثر ما يلفتن انظارهن الكتب التي تتكلم عن الزواج وعن حقوق المرأة او القصص الاجتماعية او الخرافية.

كل هذا دفعني للتفكير بأمرها، علام ينطوي صمتها ؟لماذا كلّ هذا الحزن؟ولماذا اراها دائما وحيدة؟

وقرّرت التقرّب منها والتكلّم معها، ومحاولة كسر الحاجز الذي وضعته بينها وبين الاخريات، ونجحت في ذلك والحمد لله، وكانت المفاجأة.

إنها فتاة من هونغ كونغ من أصل هندي، في السادسة والعشرين من عمرها، كانت تدين الديانة الهندوسية، وأسلمت منذ أقل من سنة .

طلبت منها كتابة قصة اسلامها والمصاعب التي واجهتها وتواجهها حتى الآن، وبعد أيام أتتني في المكتبة وسلمتني اوراقا كانت عبارة عن قصة اسلامها باللغة الانكليزية، وطلبت مني نشرها مع عدم ذكر اسمها الاصلي خشية معرفة أهلها بمكانها، وإليكم اخواني الافاضل قصة اسلام هذه الفتاة مع الدعاء لها بالتثبيت والعون، اللهم آمين.

تقول في رسالتها:اخوتي واخواتي في الله الاعزاء : احييكم بتحية الاسلام والتي هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وانا سعيدة اذ اتقاسم معكم اليوم قصة تعرفي على هذا الدين القويم، وعلى نعمة الله تعالى لي بانارة طريقي لدخول دينه الصحيح والحمد لله رب العالمين.

اسمي بعد الاسلام حفصة فاروق، واخترت هذا الاسم تيمنا بالسيدة حفصة زوجة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وابنة اميرنا الصحابي العادل عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله تعالى عنه.

انا فتاة هندية كنت ادين بالديانة الهندوسية كما هم اهلي اليوم، واسأله تعالى ان يهديهم للدين الصحيح، اللهم آمين

انتقلنا الى هونغ كونغ حيث التحقت هناك بمدرسة آسيوية، وحيث كات معظم الطالبات هناك مسلمات .

وكنا كثيرا ما يتكلمن مع بعضهن عن الاسلام وعن روعته واخلاق المسلم الصحيح، مما دفعني فضولي للتعرف على هذا الدين الذي تدينه اكثر صاحباتي في المدرسة، وبدأت اسألهن عنه، ولم اكن اتصور ردود فعلهن وهن يتكلمن عنه بحماس شديد ورغبة في هدايتي اليه .

ومرة بينما كنت اجلس في الصف في حصة الفراغ اطالع كتابا اتسلى به لتمضية الوقت، اذ بي اسمع حوارا بين اثنتين تجلسان قريبا مني، كانتا تتكلمان عن الجنة والنار وان الجنة هي للمسلمين، اما غير المسلم فله والعياذ بالله النار. هذه العبارة هزتني وتملكتني رغبة شديدة بالتعمق في معرفة هذا الدين، ومعرفة جواب سؤال تردّد كثيرا في ذهني، لماذا الجنة للمسلمين فقط؟ والذين لا يدينون بدين الاسلام لماذا لهم النار؟ وماهي الجنة؟ وما هي النار؟ فبدأت مشوار بحثي للتعرف اكثر عن الاسلام، فاستخدمت لذلك الانترنت، وبدأت اقرأ عن الاسلام واستمع الى المحاضرات لمعرفة الجواب، وبحثي هذا اخذ مني اكثر من سنة، وانا اشعر كل يوم وبعد كل محاضرة بقرب اكثر الى دين الله الصحيح .

وذات يوم شعرت انني يجب علي النطق بالشهادتين وان هذا هو الدين الذي يجب علي اتباعه، وشعرت بتعلق شديد بالله تعالى، وكنت امضي الليالي ابكي واسأله تعالى ان ييسر لي الدخول بدينه، وان يشرح صدري للاسلام ويكون عونا لي.ومضيت على هذا المنوال أياما عديدة، وذات ليلة لم أستطع النوم فيها، هرعت الى الهاتف متصلة بصاحبتي في المدرسة وأيقظتها من النوم لأزفّ إليها قراري هذا، ونطقت بالشهادة عبر الهاتف، ورفرف قلبي بين جنباتي، وفاضت عينيّ شلالات من الدمع، وعدت وردّدت الشهادتين مرات ومرات، كنت كطائر يطير في السماء، وما عدت اسمع الا رجع صوتي بالشهادتين يضجّ في أذني، آه كم أنا سعيدة اليوم، اليوم هو يوم مولدي، اليوم ولدت من جديد، ولدت حفصة فاروق، وماتت الأولى .

وفي اليوم التالي، أعدت الشهادتين على مسمع صاحباتي في المدرسة، ورذدتها فاختلطت بأصوات تكبير الطالبات، وامتزجت دموعي بدموعهن، وبكيت فرحة لاستجابة رب العباد لدعائي، وهدايتي لطريقه القويم .

لن انسى هذا اليوم ما حييت، فهو كان الفاصل بين الجنة والنار .

وبدأت مشواري الطويل لتعلم الاسلام وتعاليمه، بدأته بزيارة للمسجد لأتعلم الصلاة.

ذهبت للمسجد لوحدي،أول مرّة أدخل مسجدا، كم مرة راقبت المصلين وهم يدخلونه ويخرجون منه، كم مرة وقفت اتأمل بناءه وتصميمه، لم يخطر ببالي قط أنني سأرتاده بيوم، ولكن، ها أنا بداخله، يا لروعة هذا المكان،فعلا إنه بيت من بيوت الله، شعرت برهبة ملأت كياني، ما ان عتبت بقدميّ باب المسجد، انا الآن في بيتك يا الله، يا من لك الحمد والشكر، وتناهى إلى أذني صوت الامام يبدأ بالصلاة.لم أشاهد مسلما يصلي قبل اليوم،أخذت بحركات المصلين وبصوت الامام وهو يتلو القرآن، كم صوته شجي، وقفت أتأملهم، وأنا أشعر بسعادة كبيرة تغمرني، متى سأنضم إلى هذه الصفوف؟ علي أن أتعلم الصلاة بسرعة . وتكرّرت زياراتي للمسجد وأصبحت يومية، وبدأت احاول ان اتعلم الصلاة بمراقبتي للمصلين فيه، ولكن عناية الله تعالى لي لم تكن لتتركني، فبعد عدة اسابيع من ذهابي الدائم للمسجد تعرفت على اخوات في الله كن ولله الحمد خير عون لي، حيث اسرعن وتسابقن لتعليمي كيفية الصلاة وتعليمي ايضا الحروف العربية .

سبحان الله، ما كنت لأتصور ردود فعل الاخوات الطيبات في المسجد حينما علمن انني جديدة في الاسلام، وكيف أنهن عاملنني باحترام شديد، وبذلن ما في وسعهن لمساعدتي، فكانت ثمرة جهودهن أنني ولله الحمد تعلمت الصلاة على الشكل الصحيح، وكذلك تعلمت قراءة القرآن .

أول مرّة وقفت فيها بين يدي الله تعالى، لم أستطع تكملة صلاتي من شدة البكاء، يومها أبكيت جميع الحاضرات، لم أكن لأصدق أنّ الصلاة صلة بين العبد وربّه إلا حينما جرّبت ذلك، كنت أشعر أنّني بين يديه تعالى، وعند سجودي ما كنت أودّ أن أقوم منه،يا الله كم أنا في نعمة، أين كنت وأين أصبحت، هذا من فضلك يا الله.

كل هذا واهلي لم يكن لديهم اي علم باسلامي، وعندما بدأت الصلاة في البيت، كانت امي قد سافرت الى والدي واخي في الهند، وبقيت في هونغ كونغ لوحدي، لذلك لم اواجه في حينها اي مشكلة في ممارسة الفرائض من صلاة وصيام.

ولكن بعد مرور اشهر من دخولي الاسلام، أهدتني أخت لي في المسجد حجابا وطلبت مني أن أجربه، حملته والاخوات يراقبنني بتلهف،و وضعته على رأسي، وضعت تاج المرأة المسلمة، ونظرت لنفسي في المرآة، هل هذه أنا؟ وسقطت دمعة حارة، كيف لي أن انزعه بعد أن وضعته؟ هو فرض على كلّ مسلمة، وأنا اليوم عليّ أن آتي بكل الفرائض، كيف لي ان انزع بيدي تاجا توّج رأسي،لا، منذ اليوم لن أخرج من غير حجاب أبدا، بل منذ هذه اللحظة،وقررت ارتداءه، وبارتدائي لتاج المرأة الاسلامي والذي هو شعار المرأة المسلمة، كان بمثابة تصريح واعلان عن اسلامي للآخرين.

الحمد لله لا يوجد احد من عائلتي في هونغ كونغ، ولكنني كنت أتهيّب من مقابلة أحد يعرفني ويعرف عائلتي، فكنت كثيرا ما اكون مرتبكة وانا اسير على الطريق خوفا من مفاجأة احدهم لي، وكنت على يقين ان المواجهة آتية لا محالة .

وذات يوم قابلت في طريقي صديقة اختي،التي نظرت الي باستغراب ثم بامتعاض. لم اهتم لنظراتها، ولم اكن لأهتم برأي احد ممن هم في هونغ كونغ، أنا على يقين أنني على صواب، وأنا فخورة بإسلامي، لكن اكثر ما كان يهمني هو ماذا ممكن ان يفعل اهلي عندما يعلمون باسلامي؟

بعد مقابلتي لصديقة اختي بايام قليلة، اتصل بي والدي وطلب مني الحضور فورا للهند، طبعا، عرفت ما وراء طلبه هذا، خاصة انه صرّح أنّ عليّ الزواج بأسرع وقت من عريس هندوسيّ تقدم لي، وما كنت لأوافق على الذهاب ابدا،كيف أذهب وأنا على معرفة بما يمكن أن ينتظرني هناك حين وصولي ؟ فوالدي ما كان ليتصل إلا بعد أن تناهى إلى مسامعه خبر دخولي للاسلام، واعرف ما هي فكرتهم عن هذا الدين وعمن يدينون به. كان لا بدّ لي من الرفض، ورفضي جعل والدي يتيقن أن ما سمعه كان صدقا، ورفضت متعللة بالدروس وقرب الامتحانات، ولكنه لم يكن ليقنعه جوابي هذا، وقرر أن يأتيني هو.

قرار قدومه وقعت عليّ كالصاعقة، يا رب... ماذا أفعل؟ أنقذتني من نارالكفر فانقذني من نار أبي.

واحترت في امري.. ماذا سأفعل الآن؟ وكيف سأواجهه؟ هل سيتقبل اسلامي؟ وماذا لو لم يتقبله؟

أسئلة كثيرة كانت تقضّ مضجعي وترافقني نهاري، كنت أقوم الليل متضرعة إلى الله تعالى أن ينقذني، ليس خوفا على نفسي، لكن خوفا على إسلامي، فقد كنت جديدة العهد به.

لم يستطع والدي العودة الى هونغ كونغ فور اتخاذه هذا القرار، وهذا ما ترك لي فسحة من الوقت للتصرّف، وكنت قد سمعت عن اخت هندية كانت مثلي تدين بالهندوسية قبل اسلامها، وحاولت سابقا التواصل معها ولكن لم اجد منها اي ردّ.

ولكن، الله لطيف دائما وابدا بعباده المخلصين، وعندما اشتدّت بي الأزمة وتفاقمت، وشعرت ان لا ملجأ ولا منجى الا الى الله تعالى، وصلني رد الاخت زوافيرة، وكانت رسالة النجاة لي.

الاخت زوافيرة اخبرتني في رسالتها انها قد تركت هونغ كونغ وذهبت الى بريطانيا فارّة بدينها وبولديها، حيث التحقت بالعمل كمشرفة في معهد اسلامي في نوتنغهام، ودعتني الى القدوم اليها وحذرتني من مواجهة اهلي باسلامي . وهكذا كان، حزمت ما خفّ من المتاع وهرولت مسرعة لبريطانيا، كنت في سباق مع الزمن،لذلك، لم أنتبه إلى أنّ عليّ قطع تذكرة سفر ذهاب وإياب، وإحضار مبلغ من المال يكون كافيا لاقامتي، و ما ان وصلت مطار هيثرو حتى وجدت ان الامر لم يكن بهذه السهولة، ورفض اعطائي تأشيرة دخول للبلد، مع أنني املك جواز سفر من هونغ كونغ، يخوّلني دخول بريطانيا متى اردت، واعادوني من حيث اتيت، متحججين أنني ما أتيت إلى بريطانيا الا للبقاء فيها للأبد، وحجتهم على ذلك عدم حيازتي لتذكرة العودة، ناهيك عن أن المبلغ الذي أحمله لا يخولني الانفاق على نفسي اثناء اقامتي وكذلك شراء تذكرة العودة عند انتهاء الزيارة.

كيف لم انتبه إلى هذه الأمور قبل أن اخطو هذه الخطوة؟ كلّ هذا سببه السرعة بالهرب من مقابلة والدي. الآن علي العودة وقد تكون المواجهة.

مشاعر كثيرة انتابتني وأنا أنتظر في المطار قرار الرفض، مزيج من خوف وقلق واضطراب، ناهيك عن التعب والساعات الطويلة التي امضيتها في المطار،وسؤال واحد يتردّد في خاطري الى اين اذهب ؟ والدي لابد ان يكون قد وصل هونغ كونغ الآن،و عرف بهروبي، فالله المستعان، والتجأت الى الله، وسألته بتضرّع أن ينقذني مما أنا فيه، ووصلت هونغ كونغ ولم يكن باستطاعتي العودة الى بيتي خوفا من مواجهة أبي، فهو لابدّ أنّه قد وصل البلد وعلم بهروبي، وأظنّ أنّه بدأ البحث عني، ولذلك كان لامفرّ من تغيير السكن، فسكنت مع اخت مسلمة لمدة شهرين، وكنت خلال هذين الشهرين اخفي نفسي عن العيون بجلباب ونقاب .

ولم اعرف إلى متى سأبقى على هذا الحال، وبقيت على اتصال مع الاخت زوافيرة، التي كانت تشجعني على الثبات والصبر، وأغرتني بمعاودة القدوم إلى بريطانيا، لكن بعد تفكير وتدبر.

وفي شهر رمضان المبارك، شاء الله تعالى لي أن أعاود الكرة، والحمد لله رب العالمين، توّجت محاولتي بالنجاح، وها أنا الآن أدرس في هذه الجامعة، وأسكن فيها، وقد منّ الله تعالى عليّ بعطف الأخت الطيبة زوافيرة فكانت لي بمثابة الأم التي فقدتها، وابنتها بمثابة الاخت الصغرى وابنها بمثابة الأخ.

الآن وأنا هنا أشعر ولله الحمد أن إيماني أصبح أقوى من الأول، فلم أعد أكتفي بتلاوة القرآن كما كنت في هونغ كونغ، بل بدأت أقرأ عن الاسلام وعن تعاليمه.

لا أستطيع الانكار أنني اشتاق كثيرا لأهلي، وأنهم دائما ببالي وفكري، وكثيرا ما أهتف ليلا منادية أمي، لكن ...اسلامي هو الاهم، والله سبحانه وتعالى يبتلي المسلم، ويرسل العون . الله سبحانه وتعالى حرمني من الاهل الحقيقيين، ولكنه عوضني بأهل في الاسلام، معلماتي، صاحباتي، كلهن أهلي وأنا أشعر بينهن بالراحة والحب والامتنان، فالحمد والشكر لك يا الله على نعمتك ورحمتك ولطفك بي.

انا لن أنسى أهلي، وان شاء الله تعالى سيأتي اليوم الذي استطيع فيه أن اواجههم باسلامي، وان ادعوهم اليه واشرح لهم كم الاسلام رائع وليس مثلما كنا نظنه ويصورونه لنا .

لقد وجدت في الاسلام ما لم أجده في ديانتي السابقة وهذا مؤكد، لأنه دين الله تعالى أما الآخر فهو دين الشيطان .

وجدت في الاسلام السلام والرحمة، وحسن التعامل مع الآخرين، وجدت فيه جواب كلّ سؤال قد يخطر على بال ايّ انسان، وهذا طبعا لأنه من عند خالق الانسان وصانعه .

الاسلام كرّم المرأة ورفع من شأنها، وان هو طلب منها لبس الحجاب والتستر فهذا لأجلها هي ولأجل مجتمع سليم، وحضّ على الابتعاد عن الاختلاط وحافظ على الاسرة .

مهما تكلّمت عن الاسلام فسيبقى قليل قليل.

كلمة أخيرة : ارجوكم، اسألوا الله تعالى لي الثبات ولأهلي الهداية ولعائلة الاخت زوافيرة بالتوفيق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نقلا عن موقع صيد الفوائد

https://www.saaid.net/daeyat/saharlabban/3.htm

 

 

 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ من هونغ كونغ إلى بريطانيا .. هل يضيع إسلامها ؟

  • الشاكر - الشكور

    فريق عمل الموقع

    الشاكر - الشكور قال تعالى: (إن ربنا لغفور شكور)، وقال: (وكان الله شاكرًا عليما)، قال السعدي: "هو الذي يشكر القليل

    14/01/2021 1757
  • فضل أهل الإيمان (12)

    الشيخ ندا أبو أحمد

    ثانياً : فضل أهل الإيمان : 15- أهل الإيمان يبارك الله لهم في سعيهم ولا يضيع عليهم أجرهم: قال تعالى: ﴿ إِنَّ

    10/09/2022 573
  • الشهيد

    فريق عمل الموقع

    قال تعالى: (إن الله على كل شيء شهيد )  ‏"الشهيد: الذي لا يغيب عنه شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا

    07/01/2021 1274
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day