نداء إلى كل مريض
نداء إلى كل مريض
إلى أصحاب الأسرة البيضاء
قولوا الحمد لله
اعلموا أن الله لم يكن ليبتليكم بالمرض إلا ليطهركم من ذنوبكم أو ليرفع درجاتكم عنده ، أو ليختبر صبركم و رضاكم على قضائه وقدره ؛ لينظر ماذا تعملون . ثم اعلموا احبتى أن البلايا عليكم ضيوف فأكرموا نزلها ولا تدعوها ترحل إلا حاملة شكركم و رضاكم على تدبير ربكم و إن من نزلت به بليه فأراد الصبر عليها فليتصورها أكثر مما هى تهن . و ليتخيل ثوابها و ليتوهم نزول أعظم منها , يرى الربح في الاقتصار عليها و ليتلمح سرعة زوالها فإنه لولا كرب الشدة ما رجيت ساعات الراحة و لتعلم أيها الحبيب المحب أن مدة مقامها عندك كمدة مقام الضيف يتفقد حوائجه في كل لحظة فيا سرعة انقضاء مقامه و يا لذة مدائحه و بشره في المحافل ووصف المضيف بالكرم فكذلك المؤمن في الشدة ينبغي أن يراعي الساعات و يتفقد فيها أحوال النفس و يتلمح الجوارح مخافة أن يبدو من اللسان كلمة أو من القلب تسخط فكأن قد لاح فجر الأجر فانجاب ليل البلاء و مدح الساري بقطع الدجى فما طلعت شمس الجزاء إلا و قد وصل إلى المنزل السلامة و اعلموا انكم في قلوبنا و تيقنوا أن هناك الآلاف من المسلمين يدعون لكم بالعافية في كل صلاة ثم في النهاية أحسنوا الظن بربكم ، فما ابتلاكم إلا لأنه يحبكم .