دلالة الكتاب والسنة على صفات الله تعالى:
دلالة الكتاب والسنة على صفات الله تعالى:
س/ ما طرق دلالة الكتاب والسنة على صفات الله تعالى ؟
الكتاب والسنة حافلان بأدلة إثبات الصفات وهي تدل على صفات الله تعالى بطرق كثيرة منها:
أ- التصريح بالصفة كقوله تعالى ( أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ )[1] وقوله تعالى ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ )[2] وقوله ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ )[3] وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ )[4].
ب- دلالة الفعل على الصفة كقوله تعالى ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )[5] استوى فعل ماضي يدل على صفة الاستواء وقوله صلى الله عليه وسلم ( يَنْزِل رَبّنَا كُلّ لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا )[6] فينزل فعل مضارع يدل على صفة النزول.
ج- دلالة الوصف على الصفة والمقصود أنه لا يكتب أسم الصفة كقوله تعالى ( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ )[7] فمنتقم اسم فاعل يدل على صفة الانتقام.
د- دلالة الأسماء الحسنى على الصفات وهي أعظم الطرق وأغناها وقد دلت على الصفات بطرق منها:
1- أسماء تدل على صفة معنى كدلالة اسم العليم على العلم والقدير على القدرة.
2- أسماء تدل على صفة فعل كدلالة اسم الخالق على الخلق والرازق على الرزق.
3- أسماء تدل على كما زائد حال الاقتران كالعزيز الحكيم وهو يدل على أن عزة الله مقرونة بحكمة وحكمة مقرونة بعزة خلافاً للمخلوق فقد يكون الحكيم غير عزيز والعزيز غير حكيم.
4- أسماء تدل على أوصاف عديدة ولا تختص بصفة معينة كالصمد فإنه يدل على جميع صفات الكمال وهكذا اسم المجيد والعظيم.
5- أسماء تدل على التنزيه كالقدوس أي الطاهر من كل عيب وفي السلام أي السالم من كل عيب لكمال ذاته وصفاته وأفعاله.
وبهذه الطرق يعلم خطأ من أنكر صفات الله وزعم أن أسماء الله مجرد أعلام لا تدل على أوصاف كما فعل ابن حزم حتى زعم أن الصفات بدعة لم يرد بها كتاب ولا سنة ويرد عليه مع ما سبق قوله تعالى( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى )[8] أي جميع صفات الكمال وحديث ( إِنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ )[9] ولكن ابن حزم طعن في صحة الحديث مع أنه في صحيح البخاري.
-----------------------------
[1] : سورة النساء آية رقم ( 166 ) .
[2] : سورة الكهف آية رقم ( 58 ) .
[3] : سورة الصافات آية رقم ( 180 ) .
[4] : أخرجه مسلم في صحيحه باب ما يقال في الركوع ج/2 ص/51 برقم ( 1118 ) ومالك في الموطأ باب ما جاء في الدعاء ج/2 ص/299 برقم ( 725 ) وغيرهم .
[5] : سورة طه آية رقم ( 5 ) .
[6] : أخرجه البخاري في صحيحه باب الصلاة والدعاء من أخر الليل ج/4 ص/421 برقم ( 1145 ) ومسلم في صحيحه باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه ج/1 ص/521 برقم ( 168 ) وأحمد في مسنده من مسند أبي هريرة ج/2 ص/264 برقم ( 7582 ) وغيرهم .
[7] : سورة السجدة آية رقم ( 22 ) .
[8] : يورة النحل آية رقم ( 60 ) .
[9] : أخرجه البخاري في صحيحه باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ج/6 ص/2685 ومسلم في صحيحه باب ما جاء في فضل قراءة ( قل هو الله أحد ) وغيرهم .