الاعتدال من الركوع
الموضع السابع:
أن يقول المصلي : « دعاء الرفع من الركوع » وهو « سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ملء السموات وملء الأرض ومابينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد .. أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدّ مِنْكَ الجَدّ » (مسلم).
الشرح :
قوله « سمع الله لمن حمده » المعنى : استجاب الله دعاء من حمده ، لأن الذي يحمد الله يرجو الثواب ، فإذا كان يرجو الثواب فإن الثناء على الله بالحمد والذكر والتكبير متضمن للدعاء .
قوله « ربنا ولك الحمد » أي : أنت الرب الملك القيوم ، الذي بيده الأمور ، « ولك الحمد » على هدايتك إيانا لما يرضيك عنا فجمع بين الدعاء والاعتراف .
قوله « ملء السموات وملء الأرض » أي: الله سبحانه محمود على كل شيء ، على كل مخلوق يخلقه ، وعلى كل فعل يفعله ، ولأن المخلوقات تملأ السموات والأرض ، فيكون الحمد حينئذ مالئاً للسموات والأرض.
قوله « وملء ماشئت من شيء بعد » أي بعد السموات والأرض كالكرسي والعرش ، وما تحت الأرضين مما لا يعلمه إلا الله ، ولايحيط به سواه، والمراد الاعتناء في تكثير الحمد .
قوله « أحق ما قال العبد » تقديره : أحق قول العبد : لا مانع لما أعطيت ، وإنما كان أحق ما قاله العبد : لما فيه من التفويض إلى الله تعالى والاعتراف بوحدانيته والتصريح بأنه لاحول ولاقوة إلا به .
وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ : « أحقُّ ما قال العبد خبر مبتدأ محذوف ، أي الحمد أحق ما قال العبد » .
قوله « لا مانع لما أعطيت » أي : لا مانع لما أردت إعطاءه .
قوله « ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ » المشهور فيه فتح الجيم .
أي من كان له في الدنيا رئاسة ومال لم ينجه ذلك من عذاب الله وإنما ينجيه من عذابه إيمانه وتقواه وطاعته لله .
فضل هذا الذكر : قال صلى الله عليه وسلم « إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفرله ماتقدم من ذنبه » (متفق عليه) .
أخي الكريم : هل استشعرت هذه المعاني العظيمة الجليلة الكبيرة في هذا الدعاء ، وتذوقت حلاوتها ، واستأنست بمعانيها وواظبت على هذا الدعاء في كل ركعة .
ومجموع ما يكرره المصلي في يومه وليله في كل ركعة من هذا الدعاء بعد الركوع لا يقل عن «40 » مرة «71» ركعة في الفريضة «21» في السنن الرواتب ، «11» ركعة في قيام الليل ، وغيرها من الركعات النوافل . صلاة الضحى ، تحية المسجد ، ..
تنبيه : بعض المصلين يضيف كلمة «الشكر» بعد الرفع من الركوع فيقول: «ربنا ولك الحمد والشكر».
والصواب: أن هذه الكلمة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.