معجزات الله في الكون
لقد خلق الله هذا الكون وحث الله سبحانه كل عاقل ومتأمل في الكون علي التدبر والتفكر في خلق الكون وما فيه من معجزات وإعجاز يدل على عظيم قدر الله وبديع صنعه، فكل ما في هذا الكون من مخلوقات تسير وفق إرادته ، قال تعالى "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" (آل عمران:191).
من عظيم قدر الله سبحانه وإعجازه في خلق الكون أن جعل كل هذا القدر الهائل من المجرات والكواكب والأقمار والأجرام السماوية والتي لا يعلم عددهم غير الله سبحانه وتعالى وتتحرك بسرعة فائقة تسير وفقا لنظام محدد لا يصيبها الخلل مطلقا ولا يمكن أن تصطدم ببعضها البعض، قال تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)، فهو سبحانه من يدبر شئون هذا الكون ويتحكم فيه ولا يستطيع سواه أن يفعل ذلك.
من معجزات الله في خلق الكون أن خلق كل هذا الكون بما يحويه من بحار ومحيطات وأنهار وخلق السموات والأرض وجبال راسيات وصحاري شاسعة ومليارات الأجرام السماوية وهذا الكون الشاسع وفق نظام دقيق لا مجال فيه للصدفة أو الفوضى وكل شيء عنده بميزان وقدر، قال تعالى:" إنا كل شيء خلقناه بقدر" (القمر:49).
اكتشف العلماء في العصر الحديث أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعة كبيرة مما أدي اتساع الكون أو ما يعرف باسم تمدد الكون، ويقول العلماء أن عمليه التمدد تلك لا يمكن أن تستمر إلى مالا نهاية، يقول الله تعالى:" والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" (الذاريات:48:47). أي أن الكون سيعود كما بدأ وهي معجزة من معجزات الله تعالي في خلق هذا الكون.
ويقول العلماء أن الكون نشأ عن انفجار عظيم لمادة ذات كثافة عالية وأن الكون يتمدد منذ ذلك الحين بلا توقف وحتى الآن، يقول الله تعالى:"أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون *وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون"(الأنبياء:31:30).
ومن معجزات الله في خلق الكون أن الله تعالى ممسك بالسموات والغلاف الجوي من خلال القوانين التي سخرها الله عز وجل لتتحكم فيه وتضبطه كي لا تقع على الأرض وتتسبب في انتهاء الحياة علي الكوكب، يقول : ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم . ( الحج:65)، كما يمسك الطيور في السماء قال تعالى: " ألم يرو إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله "(النحل:79)،فسبحان الله المعجز الذي رفع السماء بلا أعمدة فكل شيء في هذا الكون خاضع لقدرته تبارك وتعالى.
فالواجب علي المسلم أن يتدبر ويتفكر في خلق هذا الكون ليتعرف على عظمة خالقه ومعجزات الله في الكون وفي خلق السموات والأرض والكواكب والنجوم والشمس والقمر في نظام بديع لا مثيل له وكيف جعل لكل منها دوره المحدد الذي لا يستطيع تجاوزه إلا بأمره فسبحان الله الخالق العظيم.