من توكل على الله فهو حسبه
التوكل علي الله تبارك وتعالى من أعظم العبادات والطاعات وسبب لدخول الجنة وهو الثقة بالله عز وجل والاعتماد عليه تسليم الأمور إليه في كل الأحوال وفيما يريد من حاجات الدنيا والآخرة وما يخشي منه ويخافه مع القيام بجميع الأسباب التي إذن الله بها ولا يعتمد عليها في حدوث النتائج ، قال تعالى " {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} [المائدة: 23.]وقد جعل الله سبحانه وتعالي التوكل شرطا من شروط الإسلام والإيمان وهو حسيب كل من توكل عليه فيكفيهم إذا استعانوا به ولجئوا إليه واعتمدوا عليه يقول الله عز وجل:" ومن يتوكل على الله فهو حسبه" (الطلاق:3). والحسيب هو الكافي بعلمه ورزقه وهو حسيب عباده وكافيهم إذا توكلوا عليه حق التوكل.
التوكل علي دليل على صحة إسلام العبد ومن أعظم الأعمال القلبية التي تقربنا إلى الله عز وجل ومن مقتضيات الإيمان التي تقوي الصلة بين العبد وربه فكلما ازداد إيمان المسلم كلما أزداد توكلا على الله تبارك وتعالى وإن ضعف إيمانه ضعف توكله على الله، قال تعالى:" وعلى الله فليتوكل المؤمنون " [آل عمران: 122]، وفي الآية الأخرى:" وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " [يونس: 84].
وقد جعل الله سبحانه وتعالي التوكل عليه سبباً في حب الله للعبد فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أربع لا يعطيهن الله إلا من أحب: الصمت وهو أول العبادة، والتوكل على الله، والتواضع والزهد في الدنيا" رواه الطبراني .
أقسام التوكل
- التوكل على الله وحده حق التوكل في استقامة نفسه وأن لا ينشغل بالآخرين ويهتم بإصلاح عيوبه ونقائصه فحسب.
- التوكل علي الله في إصلاح نفسه وتهذيبها والعمل على نشر الدين في الأرض والسعي إلى هداية الناس إلى الطريق المستقيم وعبادة الله تبارك وتعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم عن الناس والعمل على إصلاح ما أفسده المفسدون في الأرض.
- التوكل علي الله تبارك وتعالي في قضاء جميع الأمور والحاجات كالزوج والرزق والصحة والعافية ودفع البلاء والمكروه.
- التوكل علي الله في البعد عن ما حرم الله من المعاصي والذنوب.
ثمار التوكل
- النصر من الله سبحانه وتعالى ثمره من ثمرات التوكل عليه فمن يتوكل عليه سبحانه فهو حسبه ونصيره فالأمر كله بيد الله تبارك وتعالى، كذلك يقوي التوكل على الله إيمان العبد فالتوكل علي الله نصف الإيمان كما يقول سعيد بن جبير.
- جعل الله عز وجل جزاء التوكل عليه أعظم جزاء وهو كفاية العبد في جميع شؤونه فيكون الله حسيبه وكافيه ويجعل له مخرجا من كل ضيق، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا خرج الرجل من باب بيته كان معه ملكان موكلان به فإذا قال:بسم الله قالا:هديت فإذا قال:لا حول ولا قوة إلا بالله قالا:وقيت فإذا قال:توكلت على الله قالا:كفيت قال: فيلقاه قريناه فيقولان:ماذا تريدان من رجل قد هدي ووقي وكفي". رواه الترمذي.
- التوكل على الله يورث الشجاعة في القلب والصبر وقوة التحمل و والثقة بالله والرضا بقضائه وقدره وسببا في دخول الجنة والنجاة من النار يوم القيامة.