من كنوز القرآن الكريم
من كنوز القرآن الكريم " أدعيته " ، فقد لاحظتُ من خلال تتبُّعي لأدعية القرآن :
1- أنها جمعَتْ بين الدعاء و الذكر و تلاوة القرآن .
2- أنها دعوات دعا بها الأنبياء و الصدِّيقون و الصالحون على مرِّ الأزمنة .
3- هذه الدعوات مَقبولة عند الله سبحانه ، و قد أخبرنا عن قبولها ، و ذكرها في كتابه .
4- يعلِّمنا الحقُّ من خلال هذه الدعوات كيف ندعوه ، و كيف نتوجه إليه ، و ماذا نطلب منه .
5- لها أثَر كبير في تزكية المسلم ، و في تربيته و سلوكه ، و في تكوين شخصيته .
6- و من هنا اهتمَّ العلماء بها ؛ لا سيما في كتب التفسير ، و بعضهم أفرد لها تفسيرًا .
7- من النماذج المهمة : قوله تعالى : ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ) . [البقرة: 201]
فهي دعوة عظيمة ، تعلِّم المسلم التوازنَ في أمور الحياة .
8- ومن النماذج : قوله تعالى : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) . [النمل: 19]
و هل نزلت في معيَّن لتحكي لنا واقعة ، أم هي على العموم بمعنى ما ينبغي أن يكون ؟
و على كل الأحوال فهي حكاية نموذج جميل ليَقتدي به المسلمون في أدعيتهم ، و إشاعة هذا النموذج بين كل أفراد الأمة .
9 - و من النماذج الجميلة : قوله تعالى : ( وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) . [طه: 26]
هذه دعوة دعا بها الكليم موسى عليه السلام في تيسير أموره العظيمة ، فاستجاب له الحقُّ سبحانه ، و سجَّلها في كتابه ؛ فهي من كنوز القرآن .
10- و من النماذج العظيمة : دعوة يونس عليه السلام : ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) . [الأنبياء: 87]
فنجَّاه اللهُ سبحانه ، و كانت هذه الدعوةُ المباركة سببًا لنجاة المؤمنين .
قال سعد : يا رسول الله ، هي ليونس خاصَّة ، أم لجماعة المسلمين ؟ ، قال : " هي ليونسَ بنِ متَّى خاصة ، و للمؤمنين عامَّة إذا دعَوا بها ، ألم تسمَعْ قول الله: ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) " .