الأمن والاطمئنان ساعة الموت والاحتضار

الأمن والاطمئنان ساعة الموت والاحتضار


الشيخ احمد الشبكي

ساعة الموت هذه تعتبر أحرج ساعة تمر على الإنسان فساعتها يذهل الإنسان عن كل شيء ،في ذلك الموقف الصعب ينسى أهله وولده وماله ،ولا يتذكر إلا نفسه

أولئك لهم الأمن
  الأمن والاطمئنان ساعة الموت والاحتضار
إن إقامة التوحيد في قلبِ المسلم، والعيش عليه علما وعملا تجعل العبد يجني ثمارَه في حياته –كما مر - وعند موته ،وساعة الموت هذه تعتبر أحرج ساعة تمر على الإنسان فساعتها يذهل الإنسان عن كل شيء ،في ذلك الموقف الصعب ينسى أهله وولده وماله ،ولا يتذكر إلا نفسه ،ولا يأسى إلا عليها  ولا سبيل الى الوصول الى النجاة في هذا الموقف إلا التوحيد لأنه هو الذي سيقودنا إلى الموت على كلمة التوحيد وفضل هذا قاله رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن معاذ بن جبل قال: 

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة .r

ولهذا الحديث قصة عجيبة حدثت مع راو من رواته وهو أبو زرعه فقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي -وكان ورّاقًا لأبي زرعة الرازي الإمام الكبير من أهل الحديث -- قال: حضرنا أبا زرعة وهو في السَّوْق؛ أي: عند احتضاره وعنده أبو حاتم وابن واره والمنذر بن شاذان وغيرهم، فذكروا حديث التلقين "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه، فقالوا تعالوا نذكر الحديث، فقال ابن واره: حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ابن أبيّ، وجعل يقول ابن أبيّ, ثم سكت ولم يجاوزه, ثم قال أبو حاتم: حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ثم سكت ولم يجاوزه، وسكت الباقون، ففتح أبو زرعة عينيه فقال: حدثنا بُندار حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد عن صالح ابن أبي غريب عن كَثير بن مُرّة عن معاذ بن جبل قال:

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" ثم خرجت روحه رحمه الله.

وساعتها ينال العبد رضوان ربِّ العالمين و يكون مصيره إلى جَنَّة النعيم، فمَن سلِمَت عقيدتُه من الشِّرك، سَهُل عليه النُّطقُ بكلمة التوحيدِ عند خروج الرُّوح، فساعة الاحتضار ساعة رهيبة، ولحظات حاسمة، يعرف الإنسان ما مصيره! ذاقها الصالحون والطالحون، العباد والفجار.. لكن شتان بن مشرق ومغرب!!


بخلاف أهل الشِّرك والنفاق، فإنهم لا يُوفَّقون للنُّطق بهذه الكلمة، وظهر لهم في هذه اللَّحظات الحَرِجة ما هُم عليه من الضَّلال والزَّيغ والخِذْلان ،فلقد جرت سنة الله أن :من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بـُعِثَ عليه ،فالموت على كلمة التوحيد أمر عظيم والسبيل إليه العيش على التوحيد .
ولهذا حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على أن تكون كلمة التوحيد آخر ما ينطق به الإنسان فسن تلقين الميت كلمة التوحيد  رجاء أن تكون خاتمة عمله،

فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله

 والمراد بالموتى: المحتضرون الذين سيموتون، باعتبار المآل، والمراد بالتلقين أن يقول أحد الحضور للمحتضِر برفق: قل لا إله إلا الله، أو يقولها عند رأسه يذكره بها، فإذا قالها سكت عنه، فإذا تكلم المحتضِر بغيرها أعاد أمره بها، حتى تكون هي آخر ما يتكلم به.


ولهذا أخبرنا الله في القرآن أن من علامات حسن الخاتمة تنزل الملائكة على الذين استقاموا على التوحيد وعاشوا عليه  

 فقال { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا...............} 


وهذا القول من الملائكة لأهل التوحيد عند الموت كما قال وكيع وغيره تفسيرها كما قال أهل العلم( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) وحده لا شريك له،  وبرئوا من الآلهة والأنداد،( ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) على توحيد الله، ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به، وانتهوا  إلى طاعته فيما أمر ونهي ،فمن كان هذا حاله فإنه يقال له{ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا} قال عكرمة ولا تخافوا إمامكم ،ولا تحزنوا على ذنوبكم .ولا تحزنوا على أولادكم ، فإن الله خليفتكم عليهم .


وقال عطاء بن أبي رباح : لا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم . وقال عكرمة : لا تحزنوا على ذنوبكم .

{ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }

فليطمئن قلبك ولا تخف يا صاحب التوحيد ،ولتخش على نفسك يا من لم تتعلم ولم تبحث في حياتك عن التوحيد ،ولتبحث عن التوحيد يامن افتقدته فأنت على خطر.

فاللهم أمنا في الدنيا وعند السكرات ياربنا واحينا على التوحيد وأمتنا عليه يارب العالمين.
السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الأمن والاطمئنان ساعة الموت والاحتضار

  • ساعة غفلت فيها عن ذكر الله

    فريق عمل الموقع

    احتضر أحد الصالحين فقال و هو يعانى سكرات الموت : ما تأسفي على دار الهموم و الأنكاد و الأحزان و الخطايا و الذنوب

    05/12/2017 1687
  • التوحيد سبيل الأمن

    الشيخ احمد الشبكي

    إن الحاجة إلى دراسة التوحيد للعيش به ومعرفة أثره أمر ملح جدا في هذه الأيام فالناس قد جربوا كل سبيل للخروج من

    06/04/2017 3867
  • لفائدة المجتمع أخفى الله موعد الموت

    فريق عمل الموقع

    أما الرحمة فهي أننا لو عرفنا موعد أجلنا لظللنا طوال عمرنا في هم، ذلك أنه عندما تتوقع بلاء سيحدث لك، فإنك تعيش في

    20/03/2018 2775
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day