دعاء الميتين من الأولياء إما كفر أو جنون
دعاء الميتين من الأولياء إما كفر أو جنون
إن الذين يدعون الأولياء من الميتين هم بين أمرين: إما أنهم يعتقدون أن هؤلاء الميتين يسمعونهم – على بعد المسافة – ويجيبونهم ويعملون على إنقاذهم أو لا يعتقدون، فإن اعتقدوا هذا – وهو ما يعتقدونه فعلاً – فهو الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله لهم:
وإما أن يعتقدوا أن هؤلاء المدعوين لا يسمعون ولا يجيبون وهذا هو الجنون، والمجنون قد سقط عنه التكليف، فهؤلاء القبوريون – إذًا – إما مشركون وإما مجانين وعليك أن تضعهم حيث شئت.
والحقيقة أن هؤلاء القبوريين ليسوا بمجانين، ولكنهم مفتونون فتنهم الشيطان وزين لهم هذه الأعمال الشركية وحببها إلى قلوبهم.
فلو لم يثقوا في قدرة أوليائهم على إنقاذهم أكثر من ثقتهم في الله العلي القدير لما أعرضوا عنه جل وعلا وتوجهوا إلى الميتين، خاشعين متضرعين متذللين.
فأي كفر وضلال بعد هذا، وماذا أبقوا بعد هذا لله الذي خلقهم وصورهم ؟؟
وبعد أن وصلت مع صاحبي إلى هذه الدرجة من النقاش قال لي – في ارتباك -: ولكن ... ولكن ... وتطور ارتباكه إلى تلعثم، ثم عيَّ في الكلام فتظاهر بالبحث والتأمل ...
فقلت له: من غير لكن ... ولكن …
والدليل في منتهى الوضوح، وليس لديكم ما يدفعه أو يقف في طريقه، فليس هناك دليل على هذه الحماقات الشركية والسخافات الوثنية إلا المغالطة والتمسك بالأوهام والتمحلات التي بها تئدون دينكم وتنحرون إسلامكم.
ثم قلت له: أعتقد أنني بعد هذا الشرح والإيضاح لست بحاجة إلى التوسع لإقناعك بأن الشرك الذي نعاه الله على المشركين الأولين ليس اعتقادهم فيمن يدعون (كيغوث ويعوق ونسرا، واللات والعزى ومناة) أنهم يشاركون الله في خلق أو إيجاد إحياء أو إماتة، ضر أو نفع، وليس إنكارهم وجود الله تعالى، أو نفيهم كون ملكوت كل شيء بيده، فهذا لم يقله أحد من أولئك المشركين.