العلاقة بين حق القرآن و السعادة !
أثناء قراءتي لورد اليوم وجدت آية فرِحت بها جدًّا ألا وهي: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121]؛ لأني بالفعل أقرأ القرآن الآن وأداوم عليه يوميًّا ولله الحمد.
ولكن عندما نظرت في معاني الكلمات وجدتُ أن معنى حق تلاوته؛ أي: يتَّبعونه حقَّ اتباعه".
فتعدَّلت الفكرة عندي، وفهِمت المعنى الحقيقيَّ للآية.
وهي أن حقَّ القرآن علينا ليس أن نبارك به السيارات، أو نسمعه في الجنائز، أو نقرأه فقط؛ لأننا بالتأكيد لا نريد أن نكون كمن قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنهم : " يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم " .
حقُّه الحقيقيُّ علينا هو أن نستفيد به في الدنيا والآخرة، وأن نصل به إلى السعادة التي خلقنا لنعيشها.
ويكون ذلك أوَّلًا بأن نُقدر مِنَّةَ الله في أن أذِن لنا أن يجري كلامه على ألسنتنا ويخاطبنا به.
ثم نستجيب لكل أمرٍ فيه نُوقن أن الله لم يأمرنا به إلا لتَنصلح حياتنا، ونتجنَّب كلَّ معصية نهانا عنها ونحن موقنون أيضًا أن فيها ما يؤذينا.
حينها نحقِّق معنى حق تلاوة القرآن والإيمان به الذي وعدنا الله تعالى أن فيه سعادةَ الدنيا والآخرة: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2]. [1]
-----------
[1] مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن.