صيغ الاستغفار
ورد الاستغفار بصيغ متعددة، سبق ذكر بعض ٍ منها على سبيل الإجمال، واستخدام واحد من هذه الصيغ مجزئ في تحقيق الغرض والمقصود، إلا ما جاء النص بورود بعض الصيغ التي تُقال في بعض العبادات وفي بعض الأوقات، فهذه ينبغي التقيُّد بألفاظها، ومكان بيانها سأذكره في الحديث عن أنواع الاستغفار المقيد، وهنا أذكر بعض الصيغ الواردة في السنة من ذلك:
(أ) «اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعـت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». وهذا هو سيد الاستغفار.
(ب) أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، وأتوب إليه.
(ج) رب اغفر لي وتُب علي، إنك أنت التواب الرحيم.
(د) سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه.
(هـ) أستغفر الله أستغفر الله.
(و) اللهم اغفر لي.
(ز) غفرانك، غفرانك.
(ح) أستغفر الله الذي لا إله إلا الله هو الحي القيوم، وأتوب إليه.
(ط) وإذا كان الاستغفار للغير، كالوالدين والمؤمنين يقول: ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ) [نوح: 1]. ويقول: ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِـي قُلُوبِنـَا غِلاً لِلَّذِيـنَ آَمَنُـوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [الحشر: 10]. أو «اللهم اغفر لأخي» أو «اللهم اغفر له وارحمه» وهكذا.
وهذا على سبيل الذكر لا الحصر.
وهنا فائدة متعلِّقة بلفظٍ نهى الشارع عن استخدامه حال الذكر والدعاء لِما يشتمل عليه من سوء الأدب مع المولى تبارك وتعالى، سبق وأن أشرت إليها، وهي ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مستكره له» (البخاري ومسلم، ولمسلم: «وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه»).
وقد بوَّب المجدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – على هذا الحديث بابًا في كتاب التوحيد، لينبه على أنَّ قول الرجل: اللهم اغفر لي إن شئت: دليل على قلة اهتمامه في طلب المغفرة، وأن قوله هذا متضمن استغناءه عن ربه، وعدم اكتراثه بذنبه، وهو مما يتنافى مع التوحيد الواجب، وأرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعظيم الرغبة؛ فإنَّ الله لا يتعاظمه شيء، وإلى العزم في المسألة؛ فإنَّ الله لا مستكره له.