و أفوض أمري إلى الله
{و أفوض أمري إلى الله} :
كن في حياتك كلها مفوضاً أمرك إليه سبحانه داوم على الاستخارة في كل أمر ابحث عن مراد الله قبل كل فعل و قول وأبشر بالتأييد و التمكين و السداد و الحفظ من كل شر و اعلم أن الشر إذا أصابك فبغفلتك أو ركونك إلي نفسك أو نسيانك لأمر الله أو ولوغك في نهيه. من كان الله حسبه فهو كافيه , و من كان الله وكيله فهو موفيه , وحده من يملك كمال الأمن و كمال الاهتداء و إنما يحدث النقصان في حياة ابن آدم بسبب ظلمه لنفسه , و كلما قل الظلم كلما زاد اكتمال الأمن و كلما كان العبد إلى الله أقرب كلما كان القلب أسعد و تحققت له من المباهج ما لا يخطر على بال أهل الدنيا و عبادها.
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : { {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} } أي: ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم.
و قال ابن كثير في تفسيره : {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} أي : الذين توعدهم الناس بالجموع وخوفوهم بكثرة الأعداء ، فما اكترثوا لذلك ، بل توكلوا على الله واستعانوا به * وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل *
قال البخاري : حدثنا أحمد بن يونس ، أراه قال : حدثنا أبو بكر ، عن أبي حصين ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس : حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. أهـ
يقول ابن تيمية رحمه الله : - حسبنا الله ونعم الوكيل " أي : الله وحده كافينا كلَّنا " [منهاج السنة] عن أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمْ : قُولُوا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا » أ [خرجه الترمذي والنسائي –و صححه الألباني و قال على شرط الشيخين] .