هل الصلاة الوسطى هى صلاة العصر ؟
3ـ صلاة العصر:
الشيعة الإماميّة مجمعةٌ على أنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر. ونُسب إلى عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عبّاس، والحسن البصري، وقتادة، والضحّاك. وذهب إليه أبو حنيفة، وأحمد بن حنبل. وحكاه ابنُ المنذر عن عليّ، وأبي هريرة، وأبي أيوب، وأبي سعيد، وأيَّده ابنُ المنذر أيضاً.
وإنّما خصَّت بالذكر لأنّها تقع في وقت اشتغال الناس في غالب الأمر.
وقد رُوي عن النبيّ- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الذي تفوته صلاة العصر فكأنّما وتر أهله وماله». وروي عنه- صلى الله عليه وسلم- أيضاً أنّه قال: «بكِّروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنّه من فاتته صلاة العصر حبط عمله».
واحتجّوا لذلك:
أـ بأنّ في قراءة ابن مسعود:
﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى صلاة العصر﴾.
ب ـ لأنها بين صلاتين من صلاة النهار تقدَّمت عليها، وصلاتين من صلاة الليل تأخَّرت عنها.
ج ـ بقوله- صلى الله عليه وسلم-يوم الأحزاب:
«شغلونا عن الصلاة الوسطى»
، وكانت صلاة العصر.
د- وكذلك استدل القائلون بأنها « ا لعصر » بما رواه علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:
شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا ..
ومما احتج به من ذهب إلى أنها غير العصر قراءة عائشة - رضي الله عنها- الشاذة: «والصلاة الوسطى وصلاة العصر».
قال الباجي -رحمه الله تعالى: - الأظهر بهذه الزيادة أن الصلاة الوسطى غير صلاة العصر ، وقد اختلف أهل العلم في الصلاة الوسطى ، فالذي يقتضي ما أملته عائشة أنها غير صلاة العصر؛ لأنها عطفت صلاة العصر على الصلاة الوسطى ، ولا يعطف الشيء على نفسه ، وليس في هذه الزيادة تعيين للصلاة الوسطى .
وقال النووي -رحمه الله تعالى-: هكذا هو في الروايات: «وصلاة العصر» بالواو ، واستدل به بعض أصحابنا على أن الوسطى ليست العصر؛ لأن العطف يقتضي المغايرة.