ما هي الحكمة التي أرادها الله عزوجل من إخفاء موعد الموت؟
واذا سالت أي شخص لماذا اخفى الله عنا موعد موتنا ستكون إجابته، هذا من أمور الغيب لهذا الله أخفى عنا موعد موتنا ,طبعا لاينكر أحد أنه من علم الغيب ولكن الله سبحانه وتعالى جعل في اخفاء الموت عنا حكم.
هل تفكرت أخي المسلم، أختي المسلمة ما هي الحكمة التي أرادها الله عزوجل من إخفاء موعد الموت، ولماذا لم يبين لنا موعد وفاة كل منا؟
كلنا سوف نغادر هذه الدنيا يوما ما إما اليوم أو غدا فكلنا راحلون حتى الملائكة سوف تموت.
لقد أخفى الله تعالى الموت أسباباً وميعاداً؛ لأن الإبهام قد يكون غاية البيان.
قد يفاجئك الموت، وليس بعد الموت عمل أو توبة،
واقرأ قوله تعالى:
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يلبثوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}
[النازعات: 46]
لماذا اخفي الله ميعاد الموت؟؟؟
قال تعالي:
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }
[ق: 19].
ونحن نؤمن بالموت و نعلم انه حق وان كل نفس ذائقة الموت وان كل من عليها فان ولا يبقي إلا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام.
قال تعالى:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
[الأنبياء: 35].
وقال تعالى:
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }
[الرحمن:26].
فتعالوا معا نلخص هذه الحكمة العظيمة التي أرادها الله عزوجل في إخفاء موعد الموت
لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى , فأخفى الله موعد الموت .. لماذا ؟
وبإبهام الموت تظل ذاكراً له عاملاً للآخرة؛ لأنك تتوقعه في أي لحظة، فهو دائماً على بالك، ومَنْ يدريك لعلَّك إنْ خفضْتَ طرْفك لا ترفعه، وعلى هذا فالحساب قريب وسريع؛ لذلك قالوا:
مَنْ مات فقد قامت قيامته.
يتوقعه الإنسان في أية لحظة .. فكلما اغتر تذكر انه قد يفارق الدنيا بعد ساعة أو ساعات فرجع عن غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى .
ولو كان الله قد أعلم كلا منا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة ..وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر .. في هذه الحالة
تنتفي الحكمة من الحياة .
وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام به ..
ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت في أي لحظة ..
ولذلك فإنه إذا كان عاقلا تكون عينه على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة ..
فإذا ارتكب معصية فهو لا يعرف هل سيمد الله أجله إلى أن يرتكب المعصية ويتوب ..
أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة .
وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح ..
فلو أن موعد الموت معلوم .. لأجل الإنسان العمل الصالح إلى آخر حياته .. ولكن الله يريد أن يكون الصلاح ممتدا طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت .. ليعجل الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل .. فكان إخفاء الموعد فيه رحمة من الله للبشر ..
رحمة بأن يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل .. ورحمة بأن يسارعوا في الخيرات حتى لا يفاجئهم الأجل.
وعلاقة الإنسان بالقيامة تختلف باختلاف مراحل الحياة، فهو في الحياة الدنيا محجوب عن كل ما سيحدث يوم القيامة، فإذا مات أبصر أشياء وحُجبت عنه أشياء، فإذا بُعث رأى كل شيء عين اليقين، أي كواقع وحقيقة، والله سبحانه وتعالى أخفى عنا موعد الأجل، وفي ذلك حكمة ورحمة، أما الحكمة ، فقد ذكرناها آنفًا، فإننا نتوقعه في كل لحظة وننتظر أنه سيحدث في كل ثانية، فنحن لا نعرف متى نموت، ولكن كلٌّ منا يمكن أن يأتي أجله في أي لحظة، وهذا يضع في نفس الإنسان المؤمن الخير، فما دام لا يعرف متى سيلقى الله تعالى؛ فإنه يسارع في الخير، ويغتنم الفرصة ليفعل كل ما يستطيع من الخير، والمسارعة في الخير تعود على الناس كلهم، فكلما فعل الإنسان خيرا انتفع به المجتمع كله، وهكذا يريد الله سبحانه وتعالى منا أن نسارع في الخيرات، هذه واحدة.
أما الثانية: فهي أن نبتعد عن المعاصي لأننا لا نعرف ما إذا كان الأجل سيمتد بنا حتى نتوب أم لا، فنبتعد عن المعاصي خوفا من أن يداهمنا الأجل فنلقى الله ونحن على معصية.
إذن .. إخفاء موعد الموت عنا، هو إعلام به أولا لأننا نتوقعه في أي لحظة وهو دافع لنا إلى عمل الخيرات والبعد عن المعاصي.