و العبد لجهله بمصالح نفسه
قال ابن القيم رحمه الله : و العبد لجهله بمصالح نفسه و جهله بكرم ربه و حكمته و لطفه لا يعرف التفاوت بين ما مُنع منه و بين ما ذخر له ، بل هو مولع بحب العاجل و إن كان دنيئاً ، و بقلة الرغبة في الآجل و إن كان عليا .
و لو أنصف العبد ربه و أنّى له بذلك ، لَعَلم أنّ فضله عليه فيما منعه من الدنيا و لذاتها و نعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك ، فما منعه إلا ليعطيه ، و لا ابتلاه إلا ليعافيه ، و لا امتحنه إلا ليصافيه ، و لا أماته إلا ليحييه ، و لا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه و ليسلك الطريق الموصلة اليه . ( الفوائد )