أن الخشوع يورث صاحبة أخلاقاً محمودة
4- والأمر الرابع هو: أن الخشوع يورث صاحبة أخلاقاً محمودة: وذلك أن الخشوع أصل من أصول الأخلاق، وأساس من أسسها كما قال ابن القيم رحمه الله:' فالكبر والمهابة والدناءة أصل الأخلاق المذمومة، والكبر يقابل الخشوع، والخشوع يقابله الصلف و التعالي، والجفاء والرعونة والدناءة،
وأما الخشوع فهو عكس ذلك، فهو أصل الأخلاق الفاضلة، كالصبر والشجاعة، والعدل والمروءة، والعفة والسيادة، والجود والحلم، والعفو والصفح، والاشتمال والإيثار، وعزة النفس عن الدناءات، والتواضع والقناعة، والصدق والأخلاق، والمكافأة على الإحسان بمثله أو أفضل، والتغافل عن زلات الناس، وترك الانشغال بما لا يعنيه، وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة ونحو ذلك، فكلها ناشئة من الخشوع وعلو الهمة.
والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنها تكون خاشعة، ثم ينزل عليها الماء؛ فتهتز وتربوا، وتأخذ زينتها وبهجتها، فكذلك المخلوق منها إذا أصاب حظه من التوفيق-إلى أن قال-: فمن علت همته، وخشعت نفسه؛ اتصف بكل خلق جميل، ومن دنت همته، وطغت نفسه، اتصف بكل خلق ردي'[الفوائد ص143-144 –بتصرف-] .