فكر ماذا يتمنى هؤلاء الذين في القبور
إذا ذهبت إلى المقبرة.. فكر ماذا يتمنى هؤلاء الذين في القبور.. لو سئل أحدهم ماذا تريد؟ ماذا تتمنى؟ فماذا عسى أن يقول؟
فضع نفسك مكانه و اعمل العمل الذي يتمناه.. يتمنى سجدة لله عز و جل فلا ترجع إلى الغفلة، فكر حينما ترى صورة إنسان في أيام شبابه و ترى صورته في شيخوخته..
قد يُجرى مقابلة مع إنسان و توضع له الصور في صحيفة أو مجلة أو غير ذلك هذه الصورة أيام الشباب و هو في غاية النضارة و الحسن و إذا نظرت إليه في حال شيخوخته وجدت وجهه قد تجعد و ذبل و ذهب ما فيه من الحسن و البهاء و الوضاءة و ظهرت فيه أثار الأيام و الليالي ظهر فيه العجز و الضعف..
فكر في من رأيته قديماً ثم رأيته بعد مدة طويلة و قد احدودب ظهره و ضعف و تحول من القوة و الجلد إلى عجز ( ينوء إذا ما رام القيام و يُحمل) فكر في هذه الأمور و أنك إن بقيت ستصير إلى مثل ذلك..
فشمر من الآن بالأعمال الصالحة و لا تغتر بالدنيا فإن متاعها زائل، لا تغتر بالشباب فإنه سرعان ما يذهب و يتصرم فكر في حال الناس..في دنياهم الناس يقبعون الآن في بيوتهم و يكررون أمراً روتينياً.. إذا جاء الليل فالعشاء ثم ينامون و إذا جاء الصبح أفطروا ثم يذهبون إلى أعمالهم ثم يأتون و يتغدون ثم.. و هكذا ... إلى متى؟؟ ماذا ينتظرون في بيوتهم؟؟ يسكن في خمسمائة متر..ستمائة متر.. ألف متر.. و يسكن أناس من حوله.. إلى متى؟ ماذا ينتظر هؤلاء في هذه البيوت؟؟ ينتظرون الموت الذي يفنيهم كما أفنى الذين من قبلهم .. فكر.. فكر في هذا..