موقف العلماء تجاه الدين
• على مر التاريخ وحتى منتصف القرن التاسع عشر، كان يُنظَر إلى العلم والدين على أنهما زملاء عمل في رحلة البحث الإنساني عن الفهم والمعرفة، حيث كان العلم بمثابة وسيلة تقود إلى إيمان أعمق وتقدير أعظم للخالق عز وجل.
• يقوم العلم على الاعتقاد بأن الكون عقلاني، ومنظم، ومفهوم، ومنطقي في جميع مستوياته منذ نشأته؛ فهو يعمل وفقًا لقوانين موحَّدة، يمكن التوصل إلى فهمها فهمًا صحيحًا عن طريق الملاحظة والاكتشاف. ويرجع السبب في هذا تحديدًا إلى أنه صُمِّم ونُظِّم على هذه الهيئة بواسطة خالق عليم حكيم. فوفق حسابات المنطق، إذا كانت الحقيقة في نهاية المطاف فوضوية وغير مفهومة، فإن الكون بالتالي سيكون غير مفهوم؛ مما يجعل العلم مستحيلًا.
• معظم علماء تلك الفترة كانوا يعتقدون بوجود خالق مدبر وراء هذا الخلق، منهم جاليليو (Galileo)، كوبرنيكوس (Copernicus)، نيوتن (Newton)، كيبلر (Kepler)، باستور (Pasteur)، وتقريبًا جميع الآباء المؤسسين للعلوم كانوا رجالًا مؤمنين، نسبوا اهتمامهم بالعلوم إلى إيمانهم بالله سبحانه.
• العمق والتعقيد اللذان تم بهما الصياغة الدقيقة للكون، من أكبر التفاصيل إلى أصغرها، وجَّهَ هؤلاء العلماء ليس فقط إلى الإيمان بوجود الله، بل إلى صفات هذا الإله. كما عبَّر عن هذا السير إسحاق نيوتن، مكتشف قانون الجاذبية العام (Newton's Universal Law of Gravitation) بقوله: "إن هذا النظام الجميل للشمس، والكواكب، والمذنَّبات يمكن له أن يصدر فقط عن خطة وسيادة كائن ذكي وقوي".
• لأن الله كامل في ذاته وصفاته، فيجب أن يتسم خلقه بالكمال أيضًا، ويعمل وفق قواعد موحَّدة ومتسقة؛ لذا فإن اليقين في وجود قوانين رياضية تحكم هذا العالم، بدلًا من الفوضى، بعث في هؤلاء العلماء الحافز القوي إلى اكتشاف تلك القوانين.