قدرة الله على الخلق والإبداع
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
(يس 36: 82)
الله سبحانه هو المتفرد بالخلق الحقيقي وهو الإيجاد من العدم، فإذا أراد إيجاد شيء فإنما يقول له: "كُن"، فيكون ويوجد في الحال، على وفق ما أراد، دون احتياج إلى وجود أسباب.
يذكر القرآن الكريم ستة أسماء وصفات أساسية لله تعالى بوصفه خالقًا، كلٌّ منها يعكس جانبًا مختلفًا ويعطي نظرة أعمق عن طلاقة القدرة الإلهية على الخلق وعملية الخلق المركبة؛ فهي تؤكد بوضوح قاطع لا لبس فيه ولا غموض أن كل تفاصيل عملية الخلق هي من تدبير وتنفيذ الله تعالى مباشرةً، بشكل لا يترك مجالًا للصدفة أو تدخلًا أو معونة من أي أحد أو أي شيء. هذه الأسماء والصفات الإلهية الست هي:
1-المبدئ: هو الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداءً، من غير أصل أو آلة أو مادة سابقة الوجود، فقط بإرادته إيجاد الشيء، فيقول له "كن"؛ فيكون.
2-الخالق: الذي خلق كل شيء في هذا الوجود مُقدَّرًا؛ أي: مُحكمًا مضبوطًا بمقاييس متقنة، على أحسن ما يتناسب مع كل مخلوق وما خُلِقَ لأجله. قال الله تعالى: ﴿
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا.﴾
(الفرقان 25: 2)
3-البارئ: هو المبدع، المخترع، المنشئ للأشياء من العدم إلى الوجود على غير مثال أو نموذج سابق.
4-المصوِّر: هو الذي صوَّر جميع الموجودات والمخلوقات، ورتَّبَها؛ فأعطى لكل نوع منها شكلًا وتركيبًا خاصًّا، وهيئة منفردة تميزه عن غيره، وتناسب وظيفته والغرض الذي خُلِق من أجله.
5-الفاطر: الخالق المُبدع المخترع على غير مثال سابق، ولا نموذج يُحتذى، الذي أوجد الأشياء من العدم وأبدعها على هيئة مترشحة لفعل من الأفعال.
6-البديع: هو الذي أوجد الأشياء من لا شيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان، وهو الذي خلق كل خلقه بلا تماثل، بحيث لا يشبه مخلوقٌ مخلوقًا آخر تشابهًا تامًّا، وهذا دليل على طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى.