مخلوقات هادفة خلقت لسبب
مخلوقات هادفة خُلِقت لسبب
فقط الفخاري يعلم الغرض من صنعته
﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾
(القيامة 75: 36)
سدى: أي مهملًا لا يُكلَّف ولا يجازى
• الهدف من أي شيء مصمم هو خدمة غرض ما؛ العجز عن معرفة أو فهم الغرض من الشيء سيؤدي حتمًا إلى إساءة استخدامه.
• لا يمكن للشيء المخلوق معرفة الغاية من خلقه بمفرده، بعيدًا عن خالقه. تمامًا مثل الفخاري (صانع الفخار) وإناء الفخار الذي صنعه؛ فالفخاري يمسك الطين ويشكله بيده مثل ما يريد، حسب غرض محدد يخدم فكرة معينة في ذهنه، يجهلها ببساطة كلٌّ من الإناء والحاضرين المشاهدين له. أي قدرٍ من فحص الشيء وتأمله بشكل منفرد ومستقل عن الصانع لن يجدي ولن يقدم إجابة كاملة عن سبب صنعه. وبالمثل، لا يمكن للبشر أن يتوقعوا فهم مقاصد الله في الخلق بمجرد النظر عبر المقاريب (التلسكوبات)، أو المجاهر (الميكروسكوبات)، أو غيرها من الأدوات العلمية.
• لمعرفة الغرض من منتج معين، يجب على المستخدمين سؤال مُصنِّعيه مباشرةً وعلى وجه الخصوص؛ فهم الجهة الأكثر دراية وتأهيلًا للحديث عن منتجهم. المنتج نفسه لا يستطيع إخبارهم. الأمر هو ذاته فيما يخص البشر وخالقهم عز وجل. لا يمكن للبشر معرفة القصد من حياتهم عن طريق سؤال أنفسهم أو الآخرين: "لماذا نحن هنا؟" أو "ما معنى الحياة؟" فلا سبيل للبشر إلى معرفة تلك المسائل إلا من خالقهم وحده.
• لضمان تشغيل المنتج بشكل صحيح وآمن؛ توفر كل جهة تصنيع دليل إرشادي يصف غرض المنتج ووظيفته وخصائصه، بالإضافة إلى معلومات الاتصال بالشركة المصنِّعة في حالة حدوث مشكلة.
• كما هو الحال مع مصنوعات الإنسان، كذلك مع مصنوعات الله عز وجل. عندما خلق الله البشرية أعطاها كتيبًا إرشاديًّا؛ وهو الوحي السماوي المنزَّل من عنده تعالى، والذي شمل جميع البشر على مر العصور والأزمان. لم يترك الله قومًا إلا وأرسل إليهم رسالة سماوية عبر سلسلة متواصلة من الرسل. تضمنت كتبه المنزَّلة على رسله الكرام، عليهم جميعًا الصلاة والسلام: صحف إبراهيم، والتوراة، والزبور، والإنجيل، وختامًا القرآن الكريم.