وهم الإرادة الحرة
الإرادة والفكر والعاطفة ليست قدرات عقلانية تقع تحت تصرف الإنسان، بل كلها كيميائية.
· ليس هناك في الإلحاد شيء اسمه إرادة حرة . البشر يتوهمون أنهم يمارسون الاختيار، لكن صناع خياراتهم الحقيقيون هم التفاعلات الكيميائية التي تحدث في أدمغتهم.
· ليس هناك في الإلحاد حقائق ميتافيزيقية (أمور غيبية تتجاوز حدود الطبيعة، مثل الله تعالى أو الروح). كل ما هو موجود مادي وعضوي بالكامل، وفي النهاية يمكن اختزاله إلى المادة، والمكونات الكيميائية، بالإضافة إلى عنصر الصدفة العشوائية. ومن ثم، كل شيء حي يعمل بطريقة ميكانيكية بحتة، عن طريق تفاعل الجزيئات ببساطة وفقًا لقوانين الطبيعة وعمليات عشوائية تتم بالصدفة.
· البشر جزء من هذا النظام الميكانيكي المادي بالكامل، والفاقد للإدراك والشعور. فكل ما يتعلق بهم، بما في ذلك أدمغتهم، يخضع فقط لقوانين الكيمياء والفيزياء .
· المواد الكيميائية لا تتخذ قرارات، هي تتفاعل فقط؛ بما أن البشر مجرد كتلة من المادة والمركبات الكيميائية، فهم لا يعقلون، هم فقط يتفاعلون، لا أكثر من هذا! فليس بمقدور الماء أن يقرر ألا يغلي أو المعادن ألا توصل الحرارة، وكذلك البشر لا يستطيعون أن يقرروا التفكير، أو قول أو فعل أي شيء آخر، بخلاف ما يجري ويحدد كيميائيًا داخل أدمغتهم المحسوسة – (الإلحاد ينفي العقل، وهو الجزء المعنوي غير المحسوس الذي يمثل القدرة على التمييز والإدراك والتفكير والبحث واتخاذ القرار).
· هذا يعني أن جميع الأفكار والآمال والأحلام والمشاعر الإنسانية ليست عقلانية، ولكن كيميائية، ولا يملك البشر أي سيطرة عليها. كل ما يفعله البشر تحدده القوانين التي تحكم الكون بصورة ميكانيكية بحتة، وبالتالي فإن الاختيار أو حرية الإرادة عبارة عن وهم.
· يتفق ويليام بروفين (William Provine)، الأستاذ بجامعة كورنيل، مع هذ الرأي مشيرًا إلى أن "الإرادة الحرة بصورتها التقليدية – الحرية في اتخاذ خيارات (واعية) غير متوقعة، من دون إكراه، من بين مجموعة من البدائل الممكنة – هي ببساطة غير موجودة ... مستحيل لعملية التطور بكيفيتها المتصورة حاليا أن تنتج كائنًا حر الاختيار حقًا."
· القدرة الواعية على التفكير والقيام بالأعمال وصنع القرار هي أحد الخصائص الأساسية المكونة للذات والهوية الإنسانية. إذا كانت الإرادة الحرة أمر وهمي، وكل الأفعال تمارس دون وعي، فلا يملك أحد من بني البشر التحكم في أفعاله أو المسؤولية عنها. بدون إرادة حرة، لا يمكن حقًا تحميل البشر المسؤولية أو الذنب تجاه أي تصرف أو فعل يصدر منهم. فالجميع محبوس في مسار عمل فرض عليهم، تحدده حركة وسلوك الجزيئات والذرات التي تعمل داخل أدمغتهم.