الله موجود
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
(الأنعام 6: 59)
لا يصعب عليه أن يراك؛ من يرى النملة السوداء، تدب فوق الصخرة السوداء، تحت غطاء الليلة الظلماء.
لا يصعب عليه معرفة ما بداخلك؛ من يعرف كل ورقة يتبدل لونها وتسقط من كل شجرة خريف.
الله يراك، ويسمعك، ويعرف ما هو مختبئ بعيدًا في أعماق أعماقك، ولا يزال بالنسبة لك لغزًا.
يمكنه أن يميز همسك الخافت من بين أصوات بلايين الأشخاص الآخرين. الصراخ والجدل وضجيج الأسواق لا يغرق صوتك. هدر المحيطات العاصفة لا يغرق صوتك. عند اتصالك به، صوتك لن يتشوش أو ينقطع. هذه ليست مكالمة بعيدة المدى.
معاناتك لا تخفى عليه. غضبك لا يخفى عليه. تلك المشاعر التي كبحتها بداخلك وسيطرت عليها لا تخفى عليه. حقيقة كل شيء، على الرغم من كتمانك لها عن الجميع، لا تخفى عليه.
لا توجد لحظة يخفق فيها بصره عن رؤيتك، أو سمعه عن سماعك، أو علمه عن معرفة ما بك.
لماذا إذن تسعى فقط إلى أن تراك أو تسمعك أو تفهمك مخلوقاته، ورؤيتهم وسمعهم ومعرفتهم جميعها تخفق طوال الوقت؟
الكل يخفي شيئًا ما. وما دام كل ما هو مخفي معروفًا له وحده، إذن طلب الرضا الحقيقي، واليسر الحقيقي، والسلام الحقيقي لا يكون إلا عند بابه.
· الكاتبة أسماء حسين