الكينيسين ..النظام البريدي الخاص بالخلية
﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ.﴾
(طه 20: 50)
"ثُمَّ هَدَىٰ" كل مخلوق إلى ما خلقه له.
يميز القرآن الكريم بين خلق الشيء ومنحه الإحساس بالاتجاه. هذا الإحساس بالاتجاه بُعْدٌ غامض موجود في كل شيء يتحرك حولنا، يوجِّهه نحو هدف مُعيَّن، ودور خاص به وحده، حدده له الخالق عز وجل.
البروتين المتحرك "كينيسين" (Kinesin) ينقل حمولة خلوية على طول سكك من الأنيبيبات الدقيقة (Microtubules) –يعمل بالضبط مثل ساعي البريد، يسلم الطرود داخل الخلية
الدليل تجدونه في أنفسكم
﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
(سورة الذاريات 51: 21)
• يتكوَّن جسم الإنسان من حوالي 100 تريليون خلية مقسمة إلى أكثر من 200 نوع مختلف من الخلايا المتخصصة؛ مثل: خلايا الجلد، والعضلات، والعظام، والدم، والقلب، والمخ وغيرها من الخلايا.
• يبدأ كل إنسان كخلية أحادية، فريدة في صفاتها وتركيبها الجيني (فكل إنسان فريد في تكوينه ولا يتكرر)، تعرف علميًّا باسم الزايجوت (zygote) أو البويضة المخصبة، ثم تنقسم تلك الخلية الجنينية الأولى، وتواصل الانقسام إلى أن تصبح تريليونات من الخلايا المتخصصة تشكِّل في النهاية إنسانًا كاملًا.
• تنقسم وتضاعف الخلية الجنينية الأولى عدة مرات تصبح بعدها كتلة من الخلايا غير المتمايزة (غير المتخصصة). ومع نمو الجنين، تصبح متمايزة؛ أي إنها تصبح خلايا ذات أنواع متخصصة لتكوين أعضاء الجسم المختلفة والمسؤولة عن وظائف شديدة التنوع والتخصص. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للخلايا الجنينية أن تبدأ متماثلة وغير متمايزة، ثم يقرر بعضها أن يصبح خلايا دماغية، والبعض الآخر خلايا كبدية، أو خلايا جلدية، أو خلايا عصبية؟
• تحتوي جميع الخلايا الموجودة في جسم الإنسان على نفس المادة الوراثيةDNA) ) تمامًا مثل الخلية الأم (الخلية الأصلية التي انقسمت). السؤال هنا: كيف يمكن لعدد من الخلايا الجديدة المنقسمة، كل منها يحتوي علىDNA متطابق، أن يتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا المتخصصة، لتؤلف بالتالي الأنسجة والأجهزة والأعضاء المختلفة؟
• تحتوي كل خلية على نفس عدد الجينات (حوالي 24,000 جين). تقوم خلية الجلد بتشغيل الجينات التي تجعلها خلية جلدية، بينما تترك خلية العظام هذه الجينات معطلة. كيف تقوم الخلايا بتشغيل أو إيقاف تشغيل الجينات؟ والأهم من ذلك، كيف "تميز" الجينات التي يجب تشغيلها والجينات التي يجب تعطيلها؟ وكيف تحدد الخلايا نوع وكمية ومكان وزمان البروتينات المطلوب تصنيعها؟
هذا الفيض المذهل من الحقائق العلمية عن الخلية يقودنا لا محالة إلى طرح التساؤل التالي:
من الذي صمم الخلية؟ ومن الذي علمها ما يجب عليها بالضبط القيام به في كل خطوة؟
»ذرات متخبطة لا تعقل تآمرت فيما بينها لإيجاد ليس فقط الحياة، وليس فقط العقل، ولكن الفهم أيضًا ... هذا الكون لا يمكن أن يكون تفصيلًا تافهًا، ولا ناتجًا ثانويًّا لبعض القوات الطائشة التي تتحرك بدون هدف. لقد قُصِد لنا حقًّا أن نكون هنا«. العالم الفيزيائي بول ديفيز (Paul Davies) في كتابه (عقل الإله The Mind of God).
