الفطرة: الطبيعة الأصلية التي خلق الله عليها جميع البشر
يقع مفهوم الفطرة في قلب المبدأ الإسلامي للفهم الحقيقي للإنسان. فالفطرة عبارة عن بوصلة طبيعية داخل الإنسان، ترشده دائمًا إلى الاتجاه الصحيح وإلى الحق والعدل.
"الفطرة" مصطلح إسلامي فريد ليس له مقابل في اللغة الإنجليزية، يصف الحالة الأصلية النقية السليمة التي خلق الله عليها جميع البشر، والتي تميل ميلًا طبيعيًا إلى الإيمان بالله وإلى الخير.
بنص القرآن الكريم كل البشر من جميع الأجناس يولدون على هذه الفطرة :
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(سورة الروم 30: 30)
على عكس عقيدتي الخطيئة الأصلية* (Original Sin) والطبيعة الفاسدة الموروثة من آدم إلى كل البشرية Total Hereditary Depravity)) التي تتبناها الأنظمة اللاهوتية والعقائدية الأخرى، يؤكد القرآن الكريم أن الطبيعة الأصلية الأساسية للبشر هي الإيمان بالله وحده ومحبة الخير وكراهية الشر (وإن مارسه وفعله الإنسان) وإيثار الحق.
لكن بدون الهداية الربانية تصبح هذه الفطرة الطيبة السليمة عرضة للانحراف عن طبيعتها ووجهتها الأصلية. الفطرة النقية تتغير بتغير البيئة المحيطة بها أو بسبب مؤثرات خارجية وداخلية، مثل التنشئة الأسرية السيئة (عن طريق أفكار ومعتقدات وممارسات خاطئة يغرسها الآباء في الأبناء) والوسط السيئ ( مثل رفقاء السوء)، مما يؤدي إلى تكون ركام يغطي الفطرة، ويحجبها عن الاتصال بخالقها.
منهج الله تعالى وحده القادر على أن يحافظ على سلامة الفطرة وتنمية جوانب الخير فيها.
* مذهب مسيحي يعتبر الإنسان خاطئاً وآثماً منذ ولادته، بناءً على الاعتقاد بأن حالة الخطيئة أو الإثم هذه قد انتقلت بالوراثة إلى البشرية جميعاً من أبيهم آدم، الذي عصى ربه يوم أكل من الشجرة المحرمة.