الرب إله واحد
أساس الدين الذي يتدين به العباد لربهم ، وأساس الإيمان برب العالمين ، ومالك الملك : أن نعلم علم اليقين ، ونؤمن بأن هذا الرب : إله واحد ؛ لا ولد له ، ولا زوجة له ، ولا ند له ، ولا شريك له في ملكه وسلطانه ؛ وهذه القضية الكبرى تلخصها سورة قليلة الكلمات في كتاب الله الكريم ، لكنها تحوي ذلك المعنى العظيم ، وهي تسمى عندنا : "سورة الإخلاص"، قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) .
وقال الله تعالى : ( وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) النحل/51 .
وهذا المعنى العظيم الجليل : مغروس في فطر بني آدم ، إذا تركت على حالها التي فطرها الله عليها ، من غير إفساد لها بالتعاليم الباطلة !!
إن كل من يؤمن بالله جل جلاله ، من أهل الأديان والملل : يعلم أن الله ـ الله وحده ـ هو الذي خلق الخلق كله ، وهو مالك الملك كله ، لم يساعده أحد في خلق الخلق ، فالله : قوي ، ؛ لم يشاركه في ملكه أحد ؛ فالله غني . هو الله الواحد القهار ؛ فكيف يكون المخلوق الضعيف ، شريكا للمالك الخالق القوي ، الواحد القهار ؟!
( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) سورة الرعد/16 .
وقال تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة الأنعام/101.
والصاحبة : هي الزوجة .
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا * وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ) سورة الجن/1-3 .