الصلاة بالمساجد
(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون (42) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون (43)
وقتها يقول تارك الصلاة.
"رب ارجعون لعلي اعمل صالحًا فيما تركت" والإجابة.. كلا.
كم مره تهربت من الجماعة؟ كم تكاسلت وأجلت ونويت ان تبدأ من الغد... من الأسبوع القادم.. من بداية العام؟ بينما التراب يتراكم في صحون المساجد وعلى أرفف المصاحف؟
كنا نمر على المسجد في طريقنا للعمل.. في طريقنا للمطاعم...للمتنزهات.. للأسواق.. للمطارات... تختفي "حي على الصلاة" بين ابواق السيارات.. وضجيج الحياة.
ها أنت في بيتك سجين.. تسمع الأذان يأمرك ان لا تقترب من المسجد... حتى صلاة الجمعة التي اتخذها البعض كمخدر اسبوعي لضمائرهم.. ممنوعة بالأمر.. وإلا انتشر المرض والموت.
الهتنا تجارتنا ولهونا عن ذكر الله فحرمنا الله من ان نسبح في بيته بالغدو والآصال.
حُرمنا من 27 ضعفًا من كل صلاة.
حُرمنا من ان نخطو فترفع درجاتنا وتحط خطايانا مع كل خطوة.
أغلق ثالث باب من أبواب اتقاء حر يوم القيامة "ورجل قلبه معلق بالمساجد"
أغلق باب التبكير للجمعة فما عاد أحد يقرب بدنة ولا بقرة ولا كبشًا ولا دجاجة ولا بيضة.
رأينا بأم أعيننا ما لم نتخيل يومًا أن نراه.. الحرمين الشريفين مغلقين وفارغين.
رمضان يطرق الأبواب. بلا صلاة جماعة.. بلا تراويح أو قيام ليل في المسجد...
منا من كان يترك نعمة التراويح من أجل نقمة المسلسلات.... قيل في الأثر إن اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك.
نخشى ان يكون الله قد أقامنا بذنوبنا في مقام النقمة... وحرمنا من النعمة.
"رب ارجعون لعلي اعمل صالحًا".. والإجابة هذه المرة.. بإذن الله ينتهي المرض.. وتفتح بيوت الله.. يجتمع الناس وتتنزل عليهم الرحمات وتحفهم الملائكة..
فماذا سيكون مقامك حينها؟