كورونا والذكر
هل سمعت آخر أعداد الضحايا؟ الجيش الإيطالي يدفن الجثث في مقابر جماعية! تنبؤات بانهيار الاقتصاد العالمي نتيجة توقف العمل. هل يمكن ان يتحور الفيروس فينتشر في الهواء... وهل ستكون تلك نهاية البشرية؟ أسئلة وأخبار وتقارير.. موت ومرض وذعر تذكَّر: " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله"
إن كنت تدَّعي باللسان أنك تؤمن بالقدر، وبأن ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطاك لم يكن ليصيبك.. فلم يكذَب عملك قولك؟
تعتمد مواقع التواصل على "إثارة المشاعر" من أجل دفع الناس لمشاركة المنشورات والانخراط في التفاعل.. فتجد خوارزميات تعمل على نشر مثل تلك الأخبار التي تشير الفزع والخوف حتي تبقيك امام الكمبيوتر او الجوال لأطول وقت ممكن مما يورثك نوبات الفزع وأوهام التشاؤم. ويقول الله عز وجل " ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
فأي الحالتين تريد لنفسك؟
عندما تستقبل إشعارا على هاتفك يخبرك ان العالم سيتحول إلى جحيم.. تذكر: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة.. قيل وما هي: قال: معرفته والأنس به جل وعلا"
يخبرنا "جوجل" ان من أكثر ما يبحث عنه البشر هذه الأيام "”coronavirus vaccine و coronavirus medication أي "مصل" و "علاج" لفيروس الكورونا
إنهم يبحثون عن الطمأنينة.. بيد انهم يبحثون بين الأسباب وأقراص الدواء... بينما يقول رب الأسباب ومسببها "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ"..
فإن كنت منهم فلتوقن بأنه لا مصل ولا طبيب ولا دواء ولا جهاز تنفس سيغير قدر الله فيك او في من تحب.. سواء كان مرضًا أم سلامة.. وفي الحالتين.. احرص على ان تنطبق عليك بشارة النبي صلى الله عليه وسلم. حينما قال
" عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ: كن من أولئك الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم.. وليس اذا ذكر المرض وضياع الوظيفة.
وبينما يحرص الكل على حياة ... احرص انت على الحياة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت" فكلما عظم الله في قلبك صغرت في قلبك مخلوقاته.. والفيروس واحد منهم مسخر بإرادة الله إن شاء رفعه بكن فيكون.
قال احد المفسرين في تفسير فاذكروني اذكركم" فاذكروني بطاعتي اذكركم بمغفرتي ورحمتي.. فالذكر أحد أسباب نزول رحمة الله.
تذكر وانت ترى الناس في ضنك من العيش ان ذلك جزاء الاعراض عن الذكر.. فلا تكن مشاركًا في استمرار ذلك الضنك.. بإعراضك عن الذكر.
لقد خلق الله الإنسان هلوعًا .. إذا مسه الشر جزوعًا... وهل من داع إلى الهلع والجزع أكثر من وباء عالمي يحصد آلاف الأرواح ولا يمكن رؤيته قادمًا.. العلاج؟ (إِلاَّ الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ)
إنهم الاستثناء الوحيد من بين كل البشر... فكن منهم.