مكمن الهدايات


علي بن جابر الفيفي


سمعت من أحد الدعاة -جزاه الله خيرًا- سؤالًا مهمًا، يقول فيه: هل سبق وأن عملت أمرًا ما لأنّك سمعت آية تأمرك به؟

وحزين أنا لأني سمعت هذا السؤال من ذاك الداعية كثيرًا، ثم في المقابل لا أذكر أنّي سمعته من غيره! مع أهميّته ومحوريّته..

كم عدد العبادات التي عملتها لأنّك سمعت الله يأمرك بها في القرآن الكريم؟ لا لأنّك نشأت عليها؟ أو لأن المجتمع كلّه يفعلها؟

ومما كان يذكره ذلك الداعية الموفّق أنّ على المؤمن أن يربّي نفسه على جلسات قرآنية، يكون مقصوده فيها أن يسمع كلام الله، ويتدبّره، ويتلقى أوامره ليعمل بها، ونواهيه ليزدجر عنها.

اعتدنا أن يكون سماعنا للقرآن عند قيادة السيارة، أو قبيل النوم، أو في أوقات الفراغ، وهذا حسن لا مشكلة فيه، ولكن هنا درجة من الاستماع عزيزة، وهي أنفع ما يكون في الاستماع للقرآن، تلك التي يسبقها تطهّر، ثم تفريغ من وقتك الثمين لهذا العمل الجليل، فالقرآن الذي نزل به أمين السماء على أمين الأرض يستحق أن تفرّغ من وقتك له، لا أنْ تكتفي بالأوقات الميتة لتجعلها من نصيبه! عند هذا الاستماع ستجد الهدايات الكامنة، وستنهال عليك فتوحات التدبر، وبركات هذا الكتاب العزيز.. ومن معاني عزّته أنّه لا يعطي كنوزه الثمينة إلا لمن أذل نفسه وأخضعها للاستماع والتدبُّر.. لا أن يكون ذلك عَرَضا، في أوقاتك التي لم يتفق لك أن تملأها بشيء من الدنيا!



السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ مكمن الهدايات

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day