اشتغل بنفسه
قال شريك:
سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين علي ومعاوية.
فبكى، فندمت على سؤالي إياه، فرفع رأسه فقال:
إنه من عرف نفسه اشتغل بنفسه، ومن عرف ربه اشتغل بربه عن غيره (1).
السر والعلانية
قال عيسى بن حازم:
كنا مع إبراهيم بن أدهم في بيت، ومعه أصحاب له، فأتوا ببطيخ، فجعلوا يأكلون ويمزحون ويترامون بينهم. فدق رجل الباب.
فقال لهم إبراهيم: لا يتحركن أحد, قالوا: يا أبا إسحاق، تعلمنا الرياء؟ نفعل في السر شيئاً لا نفعله في العلانية؟
فقال: اسكتوا، إني أكره أن يعصى الله في وفيكم (1).
حجاب القلوب
قال رجل لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق، لم حجبت القلوب عن الله؟
قال: لأنها أحبت ما أبغض الله، أحبت الدنيا ومالت إلى دار الغرور واللهو واللعب. وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول ولا ينفذ خالداً مخلداً في ملك سرمد، لا نفاذ له ولا انقطاع (2).
إذا أردت أن تعرف الشيء، بفضله، فأقلبه بضده، فإذا أنت قد عرفت فضله، اقلب الامانة إلى الخيانة، والصدق إلى الكذب، والإيمان إلى الكفر، فإذا أنت قد عرفت فضل ما أوتيت (1).
لا تسأل
قال إبراهيم:
لا تسأل أخاك عن صيامه، فإنه إن قال: أنا صائم فرحت نفسه بذلك، وإن قال: أنا غير صائم حزنت نفسه، وكلاهما من علامات الرياء.
وفي ذلك فضيحة للمسؤول، واطلاع على عورته من السائل (2).
من أحب أن يذكر
قال إبراهيم:
ما اتقى الله من أحب أن يذكره الناس بخير، ولا أخلص له (3).
أثقل الأعمال
قال إبراهيم:
أثقل الأعمال في الميزان، أثقلها على الأبدان، ومن وَفَّى العمل، وُفي الأجر، ومن لم يعمل رحل من الدنيا إلى الآخرة صفر الدين (1).
كأس الموت
قال إبراهيم:
إن للموت كأساً لا يقوى على تجرعه إلا خائف وجل طائع كان يتوقعه، فمن كان مطيعاً فله الحياة والكرامة، والنجاة من عذاب القبر، ومن كان عاصيا نزل بين الحسرة والندامة يوم الصاخة والطامة (2).
ما أمن العجب
مر إبراهيم بن أدهم على حلقة بشر الحافي - رحمهما الله - فأنكر عليه لكبر حلقة درسه، وقال:
لو كانت هذه الحلقة لأحد من الصحابة ما أمن على نفسه العجب (1).
عين الوداد
صحب إبراهيم رجلاً، فلما أراد أن يفارقه قال له الرجل:
إن كنت رأيت في عيباً فنبهني عليه.
فقال له إبراهيم: لم أر فيك يا أخي عيباً، لأني لاحظتك بعين الوداد، فاستحسنت كل ما رأيته منك فاسأل غيري (2).
الحزن
قال إبراهيم:
الحزن حزنان: حزن لك وحزن عليك.
فحزنك على الآخرة لك.
وحزنك على الدنيا وزينتها عليك (3).
المراجع
- حلية الأولياء 8/ 15.
- حلية الأولياء 8/ 9. وما فعله إبراهيم ليس من الرياء، وإنما هو من فقهه رحمه الله. فقد فعل الصحابة ذلك وتراموا بقشر البطيخ. وإنما كره إبراهيم أن يراهم الذي دق الباب على تلك الحال سبباً في غيبة الرجل لهم، والتنقص لهم، فيقع في معصية الله.
- حلية الأولياء 8
- 13. حلية الأولياء 8/ 13.
- تنبيه المغترين ص 13.
- تنبيه المغترين ص 14.
- الطبقات الكبرى 1/ 59.
- حلية الأولياء 8/ 13.
- تنبيه المغترين ص 14.
- الطبقات الكبرى 1/ 59.
- البداية والنهاية 10/ 58.