الاستغاثة نوعان
الاستغاثة نوعان:
1-استغاثة شركية، وهي طلب الغوث من ميت أو غائب، وهي نوع من الدعاء الذي تقدم حكمه، فإن الدعاء: طلب جلب النفع أو دفع الضر، والاستغاثة لدفع الضر.
2-استغاثة جائزة، وهي الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه، ومنه قوله تعالى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) القصص/15، وهذا من باب الأخذ بالأسباب المشروعة.
ومنه أن يستغيث الغريق بمن يراه من الناس لينقذه، أو أن يفزع إلى حاكم ومسئول ليخلصه من ورطة ونحوها، فهذا جائز.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "والاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.
وكلام المؤلف رحمه الله ليس على إطلاقه، بل يقيد بما لا يقدر عليه المستغاث به، إما لكونه ميتا، أو غائبا، أو يكون الشيء مما لا يقدر على إزالته إلا الله تعالى، فلو استغاث بميت ليدافع عنه أو بغائب أو بحي حاضر لينزل المطر، فهذا كله من الشرك، ولو استغاث بحي حاضر فيما يقدر عليه كان جائزا، قال الله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ، وإذا طلبت من أحد الغوث وهو قادر عليه، فإنه يجب عليك تصحيحا لتوحيدك أن تعتقد أنه مجرد سبب، وأنه لا تأثير له بذاته في إزالة الشدة، لأنك ربما تعتمد عليه وتنسى خالق السبب، وهذا قادح في كمال التوحيد" انتهى من "القول المفيد شرح كتاب التوحيد" (1/ 260).