آثار الشيخ عبدالقادرومؤلفاته
آثار الشيخ ومؤلفاته
لم يكن وقت الشيخ المليء بالتعليم والوعظ والإرشاد ليسمح له بالكتابة والتأليف؛ بل ربما لم يكن حريصاً على ذلك، فالمؤلفات الإسلامية في كل فن تستعصي على الإحصاء. .
فلم تكن المكتبة بحاجة إلى كتاب يضاف إليها، ولكن المجتمع الإسلامي كان بحاجة إلى داعية مصلح، يقوم ما أصابه من خلل وأعوجاج.
وهذا ما تنبه إليه الشيخ، وهو ما يفسر قلة ما كتبه.
وقد نُسبت إليه كتب وأوراد، والمتفق على صحة نسبته إليه منها ثلاثة هي: "الغنية"، و"الفتح الرباني"، و"فتوح الغيب".
1- أما كتاب "الغنية لطالبي طريق الحق" فهو كتاب يذكرنا بكتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، ولا شك بأن الشيخ كان متأثراً به موضوعاً وأسلوباً، حيث جمع فيه بين الفقه والأخلاق وقواعد السلوك.
فقد تحدث أولاً عن العبادات، ثم فصل القول في ذكر الآداب الإسلامية، ثم تحدث عن آداب الدعاء وفضائل الأيام والشهور، ثم حث على النوافل ثم بين آداب المريدين والمجاهدين، والتوكل وحُسن الخلق.
2- وأما كتاب "الفتح الرباني والفيض الرحماني" فهو عبارة عن دروس في الوعظ كان يلقيها الشيخ فجمعت كل مجلس على انفراد، حيث بلغت (62) مجلساً، كان المجلس الأول منها في 3 شوال سنة (545 هـ) والمجلس الأخير في يوم الجمعة سلخ رجب سنة (546 هـ) وفي آخر الكتاب قرابة (90 صفحة) جاءت على نمط ما جاء في تلك المجالس وبعضها أجوبة على أسئلة.
3- وأما كتاب "فتوح الغيب" فهو يتألف من (78) مقالة في السلوك والأخلاق وغير ذلك، وهو شبيه في موضوعاته وأسلوبه بكتاب "الفتح الرباني". ويقع في (212) صفحة، وينتهي الكتاب عند الصفحة (129). وأُلحقت به بعد ذلك قصائد نسبت إلى الشيخ فيها انحراف وضلال وشرك بعض الأحيان، ولا يشك أحد في عدم صحة نسبتها إلى الشيخ، وذلك لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قد أثنى على الكتاب، ولم يكن ليفعل وفيه هذه القصائد، الأمر الذي يؤكد عدم وجودها في الأصل كما يقول الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني في كتابه "الشيخ عبدالقادر الجيلاني".