المحاور التي سلكها الشيخ عبدالقادر في علاج امراض المجتمع


صالح أحمد الشامي

8- ذم الدنيا:

يلاحظ عند النظر في مواعظ الشيخ، كثرة "ذم الدنيا". ولا بد من وقفة عند هذا الأمر، لتحديد المقصود بالدنيا التي يذمها. 

والشيخ رحمه الله لم يترك لنا ذلك، بل بيَّن مراده بكلام واضح لا لبس فيه، حتى لا يكون ظاهر كلامه حجة للكسالى والبطالين والخاملين فقال: 

"ليس من الدنيا ما لا بد منه. ليس من الدنيا: بيت يكنك، ولباس يسترك، وخبز يشبعك، وزوجة تسكن إليها. 

حياة الدنيا: نفسك وهواك وطبعك. هذه الدنيا.

الحياة الدنيا: الإقبال على الخلق والإدبار عن الحق" (3).

إنه كلام واضح لا لبس فيه، لا بد للإنسان من السعي في تأمين ما يحتاج لنفسه ولمن يعول، من طعام وشراب ولباس ومسكن، فهي حاجات ضرورية لا تقوم الحياة إلا بها، وهي لا تدخل في ذم الدنيا عندما يذمها. 

وإنما مراده بالدنيا، أمران:

الأول مادي: وهو اتباع الشهوات والسعي وراء الملذات ومراد النفس والشيطان. 

والثاني عقدي روحي: وهو صرف الهمة والقصد إلى الخلق والإقبال عليهم، وأن يكون مراده من أعماله أن يراه الناس. . فهذا من الدنيا. .

وهذا أمر ينبغي أن يكون واضحاً لقارئ مواعظ الشيخ، حتى لا يكون ذمه للدنيا باعثاً على ترك العمل وترك القيام بالمسؤوليات المناطة بالإنسان تجاه نفسه وأسرته. . وهذا ما تؤكد أوامره ومواعظه المتكررة بالسعي وحمل أدوات العمل، والذهاب إلى حيث يجتمع العمال، ويسعى إليهم من يستأجرهم.

نكتفي بهذا القدر من ذكر بعض المحاور في مواعظ الشيخ، وهناك محاور أخرى سيجدها القارئ عند وقوفه على هذه المواعظ.

المراجع

  1. الفتح الرباني، ص 201. 
  2.   الفتح الرباني، ص 179.
  3.   الفتح الرباني، ص 344.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ المحاور التي سلكها الشيخ عبدالقادر في علاج امراض المجتمع

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day