الباقة الأولى
الباقة الأولى من كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني (1)
التسليم لله تعالى
قال أبو محمد:
الاعتراض على الحق عز وجل عند نزول الأقدار، موت الدين، موت التوحيد، موت التوكل والإخلاص.
والقلب المؤمن لا يعرف "لِمَ؟" و"كيف؟" لا يعرف.
[9- 10]
صلاح القلب
قال أبو محمد:
أصلحوا قلوبكم، فإنها إذا صلحت صلح لكم سائرأحواكم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)(1)
صلاح القلب بالتقوى، والتوكل على الله عز وجل، والتوحيد له، والإخلاص في الأعمال، وفساده بعدم ذلك.
هم النفس وهم القلب
قال أبو محمد:
لا يكن همّك ما تأكل وما تشرب، وما تلبس، وما تسكن وما تجمع. .
كل هذا همُّ النفس والطبع.
فأين همُّ القلب والسرِّ؟ وهو طلب الحق عز وجل.
همُّك ما أهمَّك!
فليكن همُّك ربك عز وجل وما عنده.
الدنيا لها بدل، وهو الآخرة.
الخلق لهم بدل، وهو الخالق عز وجل.
كلما تركت شيئاً من هذا العاجل، أحدث عوضه وخيراً منه في الآجل.
قدِّر: أن قد بقي من عمرك هذا اليوم فحسب.
تهيأ للآخرة، تهيأ لمجيء ملك الموت. [15- 16]
تحقيق "لا إله إلا الله"
قال أبو محمد:
لا تفرح بحميع ما أنت فيه، فهو شيء زائل عن قريب. قال الله عز وجل:
{حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا بِمَآ أُوتُوٓا أَخَذْنَٰهُم بَغْتَةً} [الأنعام: 44].
ما خلقت للبقاء في الدنيا والتمتع فيها، فغير ما أنت فيه من مكاره الحق عز وجل.
قد قنعت من طاعة الله عز وجل بقول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
هذا لا ينفعك حتى تضيف إليه شيئاً آخر.
الإيمان: قول وعمل.
لا يقبل منك, ولا ينفعك إذا أتيت بالمعاصي والزلات، ومخالفة الحق عز وجل، وأصررت على ذلك، وتركت الصلاة والصوم والصدقة وأفعال الخير.
أي شيء ينفعك الشهادتان!؟
إذا قلت: (لا إله إلا الله) فقد ادعيت.
يقال: أيها القائل، ألك بينة؟
ما البينة؟
امتثال الأمر، والانتهاء عن النهي، والصبر على الآفات، والتسليم إلى القدر.
هذه بينة هذه الدعوى.
وإذا عملت هذه الأعمال، ما تقبل منك إلا بالإخلاص للحق عز وجل.
ولا يقبل قول بلا عمل، ولا عمل بلا إخلاص وإصابة السنة. [17- 18].
المراجع
- رواه البخاري (52)، ومسلم (1599).